130

Fatḥ al-Qarīb al-Mujīb ʿalā al-Targhīb waʾl-Tarhīb

فتح القريب المجيب على الترغيب والترهيب

Editor

أ. د. محمد إسحاق محمد آل إبراهيم

Publisher

المُحقِّق

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤٣٩ هـ - ٢٠١٨ م

Genres

تقريع لهم لأن خالفوه وتحسير عليهم في خروجهم عنه بعد ما أعطوه.
وقوله: ﴿تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ﴾ هي التوحيد كما فسرها بعد وسماها كلمة كما يطلق على القصيدة كلمة ونحو ذاك لاتحاد معناها وإن تعددت كلماتها وفي قوله: ﴿سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ﴾ أي إنا كلنا كذلك فلا ندعوكم إلى ما نخالفكم فيه بل نختار لكم ما اخترناه لأنفسنا.
تنبيه: نهي عن المسافرة بالقرآن إلى بلاد العدو (^١)، فإن قيل: قد كتب النبي ﷺ إلى هرقل بالقرآن وهو قوله: قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ الآية، فما وجه التوفيق بينه وبين النهي عن المسافرة به؟ الجواب: أن النبي ﷺ إنما نهى عن المسافرة بالكل إذا ذاك المكتوب لم يكن إلا مختلطا من القرآن وغيره وما كان فيه غير الآية فلم يتمحض ولم يقصد بها التلاوة واللّه أعلم.
فرع في المعنى أيضًا: يجوز أن يكتب كتابا إلى الكافر فيه آية يدعوه بها إلى الإسلام لحديث هرقل المتقدم، وقال في القبس (^٢): قال علماؤنا: إنما كتب لهم بالآية والآيتين على معنى الوعظ، وحرمة الآية والآيتين كحرمة الألفين. لكن علماءنا لم يجعلوا للقليل في ذلك حكم الكثير ولأجله جوَّزوا للجُنُب أن يقرأ الآيات اليسيرة على معنى التعوُّذ، انتهى.
وهذا الكتاب يعني كتاب هرقل كان ذا بالٍ بل من المهمات وبدأ بالبسملة

(^١) لحديث عَبْدِ اللّهِ بْنِ عُمَرَ ﵄: أَنَّ رَسُولَ اللّهِ ﷺ نَهَى أَنْ يُسَافَرَ بِالقُرْآنِ إِلَى أَرْضِ العَدُوّ أخرجه البخاري رقم (٢٩٩٠)، ومسلم رقم (١٨٦٩).
(^٢) القبس شرح موطأ مالك (١/ ٦٠٥).

1 / 130