136

Fatḥ al-Munʿim sharḥ Ṣaḥīḥ Muslim

فتح المنعم شرح صحيح مسلم

Publisher

دار الشروق

Edition

الأولى (لدار الشروق)

Publication Year

١٤٢٣ هـ - ٢٠٠٢ م

Genres

(١٩) باب الحياء من الإيمان
٥٩ - عن سالم، عن أبيه، سمع النبي ﷺ رجلا يعظ أخاه في الحياء فقال "الحياء من الإيمان".
٦٠ - وعن الزهري بهذا الإسناد. وقال: مر برجل من الأنصار يعظ أخاه.
-[المعنى العام]-
في بعض طرق المدينة، مر رسول الله ﷺ على أخوين من الأنصار.
يعاتب أحدهما أخاه على تهاونه في استيفاء حقه، وينصحه أن يخفف من حيائه، وأن يتخلق بشيء من الحزم والشدة في مواجهة خصومه، ويعظه ويبين له أضرار فرط الحياء خصوصا أمام من لا يستحي ولا يقدر أهل الاستحياء.
وسمع رسول الله ﷺ كلام الناصح، ورأى استحياء أخيه وسكوته، وإطراقه، وغض طرفه واحمرار وجهه.
إنه ﷺ يعلم إيمان الموعوظ، ويعلم الكثير من صفاته الحميدة، ويعلم أن دوافع انقباضه عن أخذ حقه هي الخشية من ارتكاب القبيح الذي يكرهه، ليس جبنا، ولا خورا، ولا ضعفا ولا استكانة، ولا ذلة.
فوجه ﷺ لومه للائم، وعتبه للمعاتب، ونصحه للناصح وزجره للزاجر، فقال له: دع أخاك على خلقه الحميد، وصفته الطيبة وخصلته الشرعية، فإن مثل هذا الحياء أثر من آثار الإيمان، ولئن منع من استيفاء حق من حقوق الدنيا فإنه يحصل على ما هو خير منه، ويحقق أجرين: أجر الصبر على جهل الجاهل، وافتراء المفتري، وأجر الحق الذي لا يضيع عند أحكم الحاكمين.
-[المباحث العربية]-
(عن سالم عن أبيه سمع النبي ﷺ رجلا) تقدير الكلام: روي عن سالم عن أبيه عبد الله بن عمر أنه قال: سمع النبي رجلا، فجملة "سمع النبي رجلا" مقول لقول محذوف.

1 / 137