228

Fatāwā wa-rasāʾil Samāḥat al-Shaykh Muḥammad b. Ibrāhīm b. ʿAbd al-Laṭīf Āl al-Shaykh

فتاوى ورسائل سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم بن عبد اللطيف آل الشيخ

Editor

محمد بن عبد الرحمن بن قاسم

Publisher

مطبعة الحكومة بمكة المكرمة

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٣٩٩ هـ

Genres

Fatāwā
لِلْمَلَائِكَةِ أَهَؤُلَاء إِيَّاكُمْ كَانُوا يَعْبُدُونَ) (١) وقوله: (يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ) الآية (٢) ومحال أَن يقول سبحانه لجهنم (هَلِ امْتَلَأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِن مَّزِيدٍ) قبل خلقها ووجودها.
وتأَمل نصوص القرآن من أَوله إلى آخره، ونصوص السنة ولا سيما أَحاديث الشفاعة، وحديث المعراج وغيرها كقوله «أَتَدْرُونَ مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ الْلَّيْلَةَ» (٣) وقوله: «إِنَّ اللهَ يُحْدِثُ منْ أَمْرهِ مَا يَشاءُ وإِنَّ ممَّا أَحْدَثَ أَنْ لاَ تَكَلَّمُواْ فيْ الصَّلاَةِ» (٤) وقوله: «مَامنْكمْ منْ أَحد إِلاَّ سيُكلِّمُهُ رَبُّهُ ليْس بيْنهُ وَبيْنهُ تُرْجُمان وَلاَ حاجبٌ» (٥) وقد أَخبر الصادق المصدوق أَنه يكلم ملائكته في الدنيا فيسألهم وهو أَعلم بهم كيْف ترَكتُمْ عباديْ، ويكلمهم يوم القيامة، ويكلم أَنبياءَه ورسله وعباده المؤمنين يومئذ، ويكلم أَهل الجنة في الجنة ويسلم عليهم في منازلهم، وأنه كل ليلة يقول: «منْ يسْألُني فأعْطيَهُ مَنْ يَسْتَغْفرُني فَاغْفرَ لَهُ» (٦) «مَنْ يُقْرضُ غَيْرَ عَديم وَلاَ ظَلُوم» (٧) وقال النبي ﷺ «إِنَّ اللهَ أَحْيَا أَبَاكَ وَكَلَّمَهُ كفَاحًا» ومعلوم أَنه في ذلك الوقت كلمه وقال له «تَمَنَّ عَلَيَّ» (٨) .
إلى أَضعاف أَضعاف ذلك من نصوص الكتاب والسنة التي ان دفعت دفعت الرسالة باجمعها، وإن كانت مجازًا كان الوحي

(١) سورة سبأ ٤٠.
(٢) سورة ق ٣٠.
(٣) متفق عليه. وفي النسائي «ألم تسمعوا ما قال ربكم الليلة» .
(٤) أخرجه أَبو داود وأَحمد والنسائي وابن حبان.
(٥) أخرجه البخاري من حديث عدي بن حاتم «وليلقين الله أحدكم» .
(٦) متفق عليه.
(٧) أخرجه مسلم.
(٨) رواه الحاكم والترمذي.

1 / 235