209

Fatawa of the Imams on Calamitous Events

فتاوى الأئمة في النوازل المدلهمة

Publisher

دار الأوفياء للطبع والنشر

Publisher Location

الرياض

Genres

أن يبدأ من حيث بدأ رسول الله ﷺ وهو ما نكني نحن عنه بكلمتين خفيفتين: " التصفية والتربية" ذلك لأننا نحن نعلم حقيقة يغفل عنها أو يتغافل عنها في الأصح أولئك "الغلاة" الذين ليس لهم إلا إعلان تكفير الحكام، ثم لا شيء وسيظلون يعلنون تكفير الحكام ثم لا يصدر منهم إلا "الفتن" والواقع في هذه السنوات الأخيرة التي تعلمونها بدءا من فتنة الحرم المكي إلى فتنة مصر وقتل السادات وذهاب دماء كثيرة من المسلمين الأبرياء بسبب هذه الفتنة ثم أخيرا في سوريا ثم الآن في مصر، والجزائر مع الأسف، كل هذا بسبب أنهم خالفوا كثيرا من نصوص الكتاب والسنة وأهمها: ﴿لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا﴾ [الأحزاب: آية ٢١].
إذا أردنا أن نقيم حكم الله في الأرض هل نبدأ بقتال الحكام ونحن لا نستطيع أن نقاتلهم؟ أم نبدأ بما بدأ به الرسول ﵊؟ لا شك أن الجواب: ﴿لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ﴾.
ولكن؛ بماذا بدأ رسول الله ﷺ؟ تعلمون أنه بدأ بالدعوة بين الأفراد الذين كان يظن فيهم الاستعداد لتقبل الحق، ثم استجاب له من استجاب كما هو معروف في السيرة النبوية، ثم التعذيب والشدة التي أصابت المسلمين في مكة، ثم الأمر بالهجرة الأولى والثانية إلى آخر ما هنالك، حتى وطد الله ﷿، الإسلام في المدينة المنورة، وبدأت هناك المناوشات، وبدأ القتال بين المسلمين والكفار من جهة، ثم اليهود من جهة أخرى، إذا لا بد أن نبدأ نحن بتعليم الناس الإسلام كما بدأ الرسول عليه

1 / 220