Fatāwā Nūr ʿalāʾl-darb
فتاوى نور على الدرب
Genres
Fatāwā
مسجدا وصوروا فيه تلك الصور أولئك شرار الخلق عند الله» (١) فأخبر أنهم شرار الخلق بسبب تعظيمهم للقبور بالبناء عليها، واتخاذ الصور والمساجد عليها.
فالذي يفعله بعض الناس من اتخاذ المساجد على القبور، أو اتخاذ القباب عليها، كل هذا منكر ومن وسائل الشرك بأهلها، وقد ثبت عنه ﷺ أنه نهى عن تجصيص القبور، وعن القعود عليها، وعن البناء عليها، فلا يجوز للمسلمين أن يبنوا على القبور المساجد، ولا القباب، ولا غيرها من الأبنية، بل تبقى ضاحية مكشوفة في الجبانة أي المقبرة، فيأتي إليها الزائر ويسلم عليهم ويدعو لهم ثم ينصرف، ولا تجوز الصلاة عندها، ولا بين القبور، ولا التمسح بالتراب، ولا الجلوس عندها للقراءة، أو الدعاء، كل هذا منكر، وإنما يسلم عليهم ويدعو لهم وينصرف، كما فعل النبي ﷺ، وكما فعل أصحابه ﵃، وكما علمهم النبي ﷺ ذلك ﵊.
والصلاة عند القبور من البدع، ومن وسائل الشرك أيضا، والنبي ﷺ قال: «اجعلوا من صلاتكم في بيوتكم ولا تتخذوها قبورا» (٢) فدل ذلك على أن القبور لا يصلى فيها، ولا يصلى عندها، إنما الصلاة في المساجد وفي البيوت، أما القبور فلا; لأن الصلاة عندها من وسائل الشرك، والعبادة لها من دون الله.
وهكذا البناء عليها، وهكذا اتخاذ المساجد عليها، وهكذا اتخاذ القباب عليها، وفرشها، وتطييبها، كل هذا من وسائل الشرك، ولا ينبغي للعاقل أن يغتر بما يفعله الناس الجهلة من هذا الشيء، كما في
(١) صحيح البخاري الصلاة (٤٢٤)،صحيح مسلم المساجد ومواضع الصلاة (٥٢٨)،سنن النسائي المساجد (٧٠٤)،مسند أحمد بن حنبل (٦/٥١) .
(٢) صحيح البخاري الصلاة (٤٢٢)،صحيح مسلم صلاة المسافرين وقصرها (٧٧٧)،سنن الترمذي الصلاة (٤٥١)،سنن النسائي قيام الليل وتطوع النهار (١٥٩٨)،سنن أبو داود الصلاة (١٤٤٨)،مسند أحمد بن حنبل (٢/١٦) .
1 / 281