105

Fatawa Arkan Islam

فتاوى أركان الإسلام

Publisher

دار الثريا للنشر والتوزيع

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤٢٤ هـ

Publisher Location

الرياض

Genres

Fatwas
نعوذ بالله من عذاب القبر» (١) وقول النبي ﷺ في المؤمن «يفسح له في قبره مد بصره» (٢) إلى غير ذلك من النصوص فلا يجوز معارضة هذه النصوص بوهم من القول، بل الواجب التصديق والإذعان. ثانيًا: أن عذاب القبر على الروح في الأصل، وليس أمرًا محسوسًا على البدن، فلو كان أمرًا محسوسًا على البدن لم يكن من الإيمان بالغيب، ولم يكن للإيمان به فائدة، لكنه من أمور الغيب، وأحوال البرزخ لا تقاس بأحوال الدنيا. ثالثًا: أن العذاب والنعيم وسعة القبر وضيقه، إنما يدركه الميت دون غيره، والإنسان قد يرى في المنام وهو نائم على فراشه أنه قائم وذاهب وراجع، وضارب ومضروب، ويرى أنه في مكان ضيق موحش، أو في مكان واسع بهيج، والذي حوله لا يرى ذلك ولا يشعر به. والواجب على الإنسان في مثل هذه الأمور أن يقول سمعنا وأطعنا، وآمنا وصدقنا. *** س٥٥: هل يخفف عذاب القبر عن المؤمن العاصي؟ فأجاب قائلًا: نعم قد يخفف لأن النبي ﷺ، مر بقبرين فقال: «إنهما ليعذبان، وما يعذبان في كبير، بلى إنه كبير، أما أحدهما فكان لا يستبرئ» أو قال: «لا يستتر من البول، وأما الآخر

(١) تقدم تخريجه. (٢) أخرجه البخاري، كتاب الجنائز، باب ما جاء في عذاب القبر (١٣٧٤)، ومسلم، كتاب الجنة، باب عرض مقعد الميت من الجنة (٢٨٧٠) .

1 / 110