Fatawa Nisa
فتاوى النساء
Publisher
دار الكتب العلمية
Edition Number
الأولى
Publication Year
1424 AH
Publisher Location
بيروت
والمراد بالسنة هنا هي التشريع، والمعنى: إنني شرعت الختان سنة للرجال وللنساء، وهو مكرمة وطهارة لها.
ثانياً: اعترضوا على الوجوب بأن قوله تعالى: ﴿ثم أوحينا إليك أن اتبع ملة إبراهيم حنيفاً﴾ يعني بالملة الحنفية هي التوحيد، ولهذا بينها بقوله ﴿حنيفًا وما كان من المشركين﴾.
وقال يوسف الصديق: ﴿إني تركت ملة قوم لا يؤمنون بالله وهم بالآخرة هم كافرون * واتبعت ملة آبائي إبراهيم وإسحاق ويعقوب ما كان لنا أن نشرك بالله من شيء﴾.
قالوا: فالملة في هذا كله هي أصول الدين" من التوحيد والإنابة إلى الله وإخلاص الدين، قالوا: ولو دخلت الأفعال في الملة فمتابعته فيها أن نفعل على الوجه الذي فعله، فإن كان فعلها على سبيل الوجوب، فاتباعه أن نفعلها على سبيل الوجوب، وإن كان فعلها على سبيل الندب فاتباعه كذلك.
قلت: ذهابكم إلى الندب بهذه الحجة لا يسلم من المعارضين وذلك للآتي:
قول النووي رحمه الله: "إن الآية صريحة في اتباعه فيما فعله وهذا يقتضي إيجاب كل فعل، إلا ما قام دليل على أنه سنة في حقه، كالسواك وغيره، وقد نقل الخطابي: "إن خصال الفطرة كانت واجبة على إبراهيم عليه السلام " والختان من خصال الفطرة"(١).
وأما قولكم: إن الملة هي التوحيد، فالملة هي الدين، وهي مجموع أقوال وأفعال مقدم عليهما الاعتقادات، ودخول الأعمال في الملة، يعني دخول الأعمال في الإِيمان- أي في مسمى الإيمان- كما هو مقرر عند أهل السنة
(١) المجموع شرح المهذب للنووي (١/٣٥٤/٣٥٦).
66