Fatawa Nisa
فتاوى النساء
Publisher
دار الكتب العلمية
Edition Number
الأولى
Publication Year
1424 AH
Publisher Location
بيروت
للشرف والعرض مكانتهما، والتي تؤمن الإيمان كله بأن طهر الأخلاق دعامة النجاح والظفر.
نظرة الجاهلية للمرأة:
١٢- ولقد كان وضع الإسلام للمرأة في ميدان الجهاد هذا الوضع، هادمًا للأساس الذي بنت عليه الجاهلية حرمانها من الميراث، وهو: "أنها لا تحمي الذمار ولا تدافع عن البيضة" فقد اعتبر لها عملاً تتطوع به في الحرب، وقد يجب عليها عينًا كما يجب على الرجل.
وقد صح أن النبي ﷺ كان يعطيها من الغنيمة كما يعطي الرجل، وكان يعتبرها وهي في صفوف العدو مقاتلة يباح قتلها.
وقد ذكر رجال الحديث أن الذين أهدر النبي ﷺ دمهم يوم الفتح كانوا أربعة عشر، كان النساء منهم ستًّا، وبناء على هذا كله فرض لها نصيبًا في الميراث أمَّا كانت أم زوجة أم بنتًا، أم أختًا، ونص القرآن على حقها فيه على اختلاف درجاته: ﴿للرجال نصيب مما ترك الوالدان والأقربون وللنساء نصيب مما ترك الوالدان والأقربون مما قل منه أو كثر نصيبًا مفروضًا﴾(١).
وجاء بتقبيح نظرة الجاهلية إلى المرأة وأنبهم عليها، وحكى عنهم متهكما بعقولهم وتقديرهم: ﴿ويجعلون لله البنات سبحانه ولهم ما يشتهون * وإذا بشر أحدهم بالأنثى ظل وجهه مسودًا وهو كظيم * يتوارى من القوم من سوء ما بشر به أيمسكه على هون أم يدسه في التراب ألا ساء ما يحكمون﴾(٢).
وأعلن أن الذكر والأنثى كليهما نعمة من الله يمن بها على عباده،
(١) النساء: ٧.
(٢) النحل: ٥٧ - ٥٩.
32