124

Fatawa Nisa

فتاوى النساء

Publisher

دار الكتب العلمية

Edition Number

الأولى

Publication Year

1424 AH

Publisher Location

بيروت

قال المناوي: ((من تواضع)) لأجل عظمة (الله) تواضعًا حقيقيًا ناشئًا عن شهود عظمة الحق. فالتواضع للناس مع اعتقاد عظمة في النفس واقتدار، ليس بتواضع حقيقي، بل هو بالتكبر أشبه .. ((رفعه الله)) لأن من أذل نفسه لله فيجازيه الله بأحسن ما عمل.

قال ابن الحاج: فمن أراد الرفعة فليتواضع لله، فإن الرفعة لا تقع إلا بقدر التذلل، ألا ترى أن الماء لما نزل إلى أسفل الشجرة صعد إلى أعلاها، كأن سائلاً سأله: ما صعد بك هاهنا وأنت قد نزلت تحت أصلها، فقال لسان حاله: ((من تواضع لله، رفعه الله))(١).

وقال ﷺ: ((اعلم أنك لا تسجد لله سجدة، إلا رفع الله لك بها درجة، وحط عنك بها خطيئة))(٢).

وأي رفعة فوق القرب من الله، ألم يقل الله تبارك وتعالى: ﴿واسجد واقترب﴾(٣).

وقال ﷺ: ((ما من آدمي إلا في رأسه حكمة بيد ملك، فإذا تواضع قيل للملك: ارفع حكمته، وإذا تكبر قيل للملك: دع حكمته))(٤).

٣٤- عليك بحسن الخلق ليكتمل إيمانك:

قال ﷺ: ((أَكْمَلُ المؤمن إيمانًا أحسنهم خلقا))(٥).

وقال ﷺ: ((إن المؤمن ليدرك بحسن الخلق درجة الصائم القائم))(٦).

(١) فيض القدير للمناوي (١٠٨/٦).
(٢) صحيح الجامع (١٠٦٩).
(٣) العلق: ١٩.
(٤) صحيح الجامع (٥٦٧٥).
(٥) صحيح الجامع (١٢٣٠).
(٦) صحيح الجامع (١٩٣٢).

124