Fatwas on Alcohol and Drugs
فتاوى الخمر والمخدرات
Investigator
أبو المجد أحمد حرك
Publisher
دار البشير والكوثر للطباعة والنشر
فأجاب:
قال الله تعالى: ((فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره، ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره)) (٨) فمن كان مؤمنا وعمل عملا صالحا لوجه الله تعالى، فإن الله لا يظلمه. بل يثيبه عليه.
وأما ما يفعله من المحرم اليسير فيستحق عليه العقوبة، ويرجى له من الله التوبة. كما قال الله تعالى: ((وآخرون اعترفوا بذنوبهم خلطوا عملا صالحاً وآخر سيئاً عسى الله أن يتوب عليهم)) (٩) وإن مات ولم يتب فهذا أمره إلى الله. هو أعلم بمقدار حسناته وسيئاته. لا يشهد له بجنة ولا نار بخلاف الخوارج والمعتزلة فإنهم يقولون: إنه من فعل كبيرة أحبطت جميع حسناته، وأهل السنة والجماعة لا يقولون بهذا الإحباط. بل أهل الكبائر معهم حسنات وسيئات، وأمرهم إلى الله تعالى. وقوله تعالى: ((إنما يتقبل الله من المتقين)) (١٠) أي من اتقاه في ذلك العمل، بأن يكون عملا صالحاً خالصاً لوجه الله تعالى، وأن يكون موافقا للسنة. كما قال تعالى: ((فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا)) (١١). وكان عمر بن الخطاب يقول في دعائه: اللهم اجعل عملي كله صالحا واجعله لوجهك خالصاً ولا تجعل لأحد فيه شيئاً. وأهل الوعيد [يقولون] (*) لا يتقبل العمل إلا ممن اتقاه بترك جميع الكبائر. وهذا خلاف ما جاء به الكتاب والسنة في (قصة حمار) الذي كان يشرب الخمر وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (إنه يحب الله ورسوله) (١٢) وكما في أحاديث الشفاعة، وإخراج أهل الكبائر من النار حتى يخرج منها من كان في قلبه مثقال ذرة من إيمان. فقد قال الله تعالى: ((فمنهم ظالم لنفسه. ومنهم مقتصد. ومنهم سابق بالخيرات بإذن الله)) (١٣) الآية.
(٨) الآيتان ٧ و ٨ من سورة الزلزلة.
(٩) جزء من الآية ١٠٢ من سورة التوبة.
(١٠) جزء من الآية ٢٧ من سورة المائدة.
(١١) جزء من الآية ١١٠ من سورة الكهف.
(١٢) سبق تخريج الحديث.
(١٣) جزء من الآية ٣٢ من سورة فاطر.
(*) القوس هكذا في النص المطبوع لم يشر المحقق إلى مدلوله.
115