157

Fatāwā al-ʿIrāqī

فتاوى العراقي

Editor

حمزة أحمد فرحان

Publisher

دار الفتح

Edition Number

الأولى

Publication Year

1430 AH

وكذلك الدعاء له بالمغفرة لا ينكر. وفي (صحيح مسلم) عن عبد الله بن سَرْجِس(١) رضي الله عنه قال: (رأيت رسول الله ﷺ، وأكلت معه خبزاً ولحماً)، أو قال: (ثريداً)(٢)، فقلت له: (يا رسول الله: غفر الله لك). قال: (ولك ... )(٣) الحديث.

ومن أنكر الإتيان بهذا اللفظ في التشهد فليس مُدركه(٤) في ذلك أن الدعاء به له ممتنَع، فقد قال ابن العربي عقبة: (ويجوز أن يُترحمّ عليه في كل وقت)(٥)، وإنما مدركه أنّ هذا باب اتباع وتعبّد، فيقتصر فيه على المنصوص، وتكون الزيادة فيه بدعة، لأنه إحداث عبادة في محل مخصوص لم يرد بها نصّ، ولم يقل ابن العربي إنها

= تحجّرت واسعا) أخرجه الترمذي في جامعه (المطبوع مع (عارضة الأحوذي)) ٣٨٨/١-٣٨٩، برقم (١٤٧)، وغيره.

(١) عبد الله بن سَرْجِس - بفتح المهملة وسكون الراء وكسر الجيم - المزني، حليف بني مخزوم. قال البخاري وابن حبان: (له صحبة، ونزل البصرة، وله عن النبي ﷺ أحاديث عند مسلم وغيره). ابن الأثير الجزري، أسد الغابة في معرفة الصحابة ٢٥٧/٣، الترجمة ٢٩٧١، وابن حجر العسقلاني، الإصابة في تمييز الصحابة ٤/ ٧٥-٧٦.

(٢) الثريد: مأخوذ من الثرد، أي الهشم، ومنه قيل لما يُهشم من الخبز ويبل: ثريدة، والثرد: الفتّ. (الجوهري، الصحاح ٢/ ٤٥١، وابن منظور، لسان العرب ١٠٢/٣).

(٣) أخرجه مسلم في صحيحه، في كتاب (٤٣) الفضائل، باب (٣٠) إثبات خاتم النبوة، الحديث (٢٣٤٦)، ص ١٢٧٧، ولكن بلفظ مختلف، فاللفظ عنده بعد (ثريداً): (قال: فقلت له: أَستَغفر لك النبي ﷺ؟ قال: نعم، ولك)، وفيه اختصار، والنص الذي ساقه الولي العراقي فيه زيادة، وهو موجود عند النسائي في السنن الكبرى، في كتاب عمل اليوم والليلة، باب (٨٦): ماذا يقول إذا أكل عنده قوم، ٦/ ٨١، الحديث (١٠١٢٧)، وباب (١١٩): إذا قيل للرجل غفر الله لك ماذا يقول، ١١١/٦-١١٢، الحديثان: (١٠٢٥٤، و١٠٢٥٥).

(٤) مُدركه: أي موضع إدراكه، وزمن إدراكه. والفقهاء يقولون في الواحد: (مَدرك) بفتح الميم، وليس لتخريجه وجه. (الفيومي، المصباح المنير في غريب الشرح الكبير ١/ ١٩٢).

(٥) عارضة الأحوذي ٢٢٩/٢.

155