292

Faṣl al-maqāl fī sharḥ kitāb al-amthāl

فصل المقال في شرح كتاب الأمثال

Editor

إحسان عباس

Publisher

مؤسسة الرسالة

Edition

الأولى

Publication Year

١٩٧١ م

Publisher Location

بيروت -لبنان

ع: يقال: صأى الفرخ وغيره يصأى صأيًا، وصاء يصيء صيأً إذا صوت. وقال المؤلفون لكتب الفروق من اللغويين: الصأي أكثر ما يقال للفيل والجرذ.
قال أبو عبيد: ومن أمثالهم قولهم " عند فلان من المال عائرة عين " (١) ومعناه أنه من كثرته يملأ العين حتى يكاد يعورها أي يفقأها.
ع: عبارة أبي عبيد في تفسير هذا المثل فاسدة. قبح الله كل مال يكاد يفقأ العين، وإنما معناه أن هذا المال لكثرته وحسنه صار قيد الناظر وشغل العين عن النظر إلى سواه (٢)، فكأنه قد عارها عنه، كما قال أبو تمام في النسيب (٣):
لها منظر قيد النواظر لم يزل ... يروح ويغدو في خفارته الحب وقال أبو الطيب في نحوه (٤):
وخصر تثبت الأبصار فيه ... كأن عليه من حدق نطاقا وقالوا: معنى عائرة عين أي يعير فيه البصر هكذا وهكذا لكثرته كما تعير الدابة إذا أفلتت من صاحبها وأخذت حيث شاءت، وكذلك عار الفحل إذا ترك شوله وند.

(١) التعبير عن المعنى الذي يتضمنه المثل يتخذ عندهم أشكالًا فيقولون " عليه من المال عائرة عينين وعيرة عينين " وقال أبو عبيد نفسه: يقال للرجل إذا كثر ماله " ترد على فلان عائرة عين " ومنه حديث بسطام بن قيس للذي أسره (النقائض: ٣١٥) " وأنا معطيك من المال عائرة عين ".
(٢) هذا الذي اختاره البكري مما يقره الشراح قبله: قال أبو عبيدة معلقًا على قوم بسطام: يعني كثيرًا ما تذهب العين فيه وتجيء. وفي اللسان (عير) أي ما يذهب فيه البصر مرة هنا ومرة هنا. أما المعنى الذي أنكره على أبي عبيد فقد وجد - على سوئه - قبولًا إذ قال به الجوهري واللحياني.
(٣) ديوان أبي تمام: ٢٦.
(٤) ديوان المتنبي ٣: ٤٧.

1 / 280