كتاب الفصيح لثعلب أحمد بن يحيى (٢٠٠ - ٢٩١هـ)
Unknown page
كتابُ الفَصيح
لأبي العباس ثعلب
هذا كتاب اختيار فصيح الكلام، مما يجرى في كلام الناس وكتبهم، منه ما فيه واحدة والناس على خلافها، فأخبرنا بصواب ذلك، ومنه ما فيه لغتان وثلاث وأكثر من ذلك فاخترنا أفصحهن، ومنه ما فيه لغتان كثرتا واستعملتا، فلم تكن إحداهما أكثر من الأخرى، فأخبرنا بهما، وألفناه أبوابا، من ذلك.
باب (فعَلت) بفتح العين
تقول: نمى المال وغيره ينمى [قال الشاعر: (من الرجز)
يا حبّ ليلى لا تَغيَّرْ وازدَدِ ... وانْمِ كما ينمى الخضابْ في اليّدِ]
وذَوَى العود يذوى، وغَوَى الرجلُ يغوى، وينشد هذا البيت:
(من الطويل)
فمن يلقَ خَيْرا يَحْمدِ الناسَ أمرَه ... ومن يَغْوَ لا يَعْدم على الغيّ لائما
1 / 260
وفسد الشيء يفسد، وعسيت أن أفعل ذاك، ولا يقال منه فعل ولا فاعل، ودمعت عيني تدمع، ورعفت أرعف، وعثرت أعثر، ونفر ينفر، وشتم يشتم، ووهن يهن، [غفل يغفل]، ونعست أنعس، وأنا ناعس، ولا يقال نعسان، ولغب الرجل يلغب [إذا أعيا]، وذهلت عن الشيء أذهل، وغَبَطْتُ الرجل فأنا أغبطه، وخمدت النار وغيرها تخمد، وعجزت عن الشيء أعجز، وحرصت عليه أحرص، ونقمت على الرجل أنقمت، وغدرت به أغدر، وعمدت الشيء أعمد: إذا قصدت إليه، وهلك الرجل وغيره. يَهْلِك، وعَطَس يَعْطِسُ، ونَطَحَ الكبشُ، يَنْطَح، ونَبحَ الكلبُ يَنْبحُ، [ونحت ينحت]، وجفَّ الثوب وكلّ شيء رَطب يجفّ، ونكل عن الشيّ ينكل، وكللت من الإعياء أكلّ كلالا [وكُلُولا]، وكل بصرى كلولا وكله، وكذلك السيف [وهو كال]، وفي كلّه يَكِلُّ، وسَبحَت أسْبَحُ، وشحب لونه يشحب، وسهم وجهه يسهم [إذا تغير]، وولَغ الكلب في الإناء يَلَغ، ويُولَغ: إذا أولَغه صاحبهُ، وينشد هذا البيت:
1 / 261
(من المنسرح)
ما مرَّ يوم إلا وعندهما ... لحمُ رجالٍ أو يولَغان دما
وأجن الماء يأجن ويأجن، وأسن يأسن ويأسن [أسُونا: إذا تغير]، وغلت القدر فهي تغلى [وينشد هذا البيت:
(من البسيط)
ولا أقول لِقدر القوم قد غَلِيَت ... ولا أقول لباب الدّار مغلوقُ]
وغَثَتْ نفسي، فهي تغثى، وقد كسب المالَ يكسبه، وهو الكَسْب، وربض الكلب وغيره يربض، وربط الشيء يربط [وقَحَل الشيء يقحل، ونَحَل جسمه يَنحَل].
باب (فعِلت) بكسر العين
تقول: قَضِمت الدَّابة شعيرها، بكسر ثانيه، تقضم، وكذلكَ بَلِعتُ الشيء،
1 / 262
أبلَعه، وسَرِطتُه أسرطه، وزَرِدتُه أزرده، ولَقِمت ألقم، وجَرِعت الماء أجرعه، ومَسِست [الشيء] أمّ، وشَمِمت أشمّ، وعَضِضتُ أعضّ، [وغصصت أغصّ]، ومَصِصتُ الشيء، أمصّه، وسفِفتُ الدواء وغيره أسفّه، وزّكِنت منك كذا وكذا أزكن، أي عِلمت، قال الشاعر:
(من البسيط)
ولَنْ يُراجِعَ قلبي حبهَم أبدا ... زَكِنْتُ من بغضهم مثل الذي زَكنوا
1 / 263
وقد يَنْهَكُهُ المرض نهكه، وأنهكه السلطان عُقوبةً، وبرئت من المرض، وبرأت أيضا برءا [وبُرْوءًا]، وبرِئت من الرجل والدَّيّن براءة، وبريت القلم وغيره، غير مهموز، أبرِيه بَريا [وأنشد:
(من البسيط)
يا بارِيّ القوس بَرْيًا ليس تُحكِمه ... لا تظلم القوس وأعْطِ القوس باريِها]
وضَنِنت بالشيء أضينُّ به، وشَمِلهم الأمرُ يَشْمَلُهم، ودّهَمتهم الخيل تَدهَمهم، وقد شلتّ يده تشلّ، ولا تشلل يدك. قال الشاعر:
(من الوافر)
فلا تشلل يد فتكت بعمرو ... فإنك لن تذلَّ ولن تضاما
ونَفِد الشيء ينفد، ولَجِجْتِ يا هذا، وأنت تلجّ، وخَطِف الشيءَ يخطفه، ووَدِدتُ أن ذاك كان لي: إذا تمنيته، وودِدتُ الرجل: إذا أحببته، أودّ فيهما جميعا، وقد رَضِع المولودُ يرضع. وفَرِكت المرأة زوجها تفركه فِرْكًا: إذا أبغضته، وهي فاِرك. وشَرِكتُ الرجل في الشيء أشركه. وصَدَقت يا هذا وبَرِرَت، وكذلك
1 / 264
[بررت] والدى أبره، ورجل بارَ وبَرَ. وجَشِمّه الأمر أجشمه: [إذا تكلفته على مشقة]، وسَفِد الطائر وغيره يسفد. وفجِئنى الأمر يفجَأني [فجأة].
باب (فَعَلْتُ) بغير ألف
تقول شَمَلَت الريُح من الشمال، وجَنَبت من الجنوب، ودَبَرت من الدَّبور، وصَبَت من الصَّبا بغير ألف [ويقال في النُّعَامَى بالألف: إذا هبَّت]. وخسأت الكَلْبُ أخسوّه، وفلج. الرجل على خَصمه [يَفلَج]. ومذَى الرجل يَمّذِى. ورعبت الرجل أرعبه. ورعدت
1 / 265
السماء من الرعد، وبرقت من البرق، وكذلك رعد الرجل وبرق: إذا أوعد، وتهدِّد، وقد يقال: أرعد وأبرق، وقال الكميت [بن زيد الأسدي].
(من مجزؤ الكامل)
أرْعد وأبرِقْ يا يزيـ ... ـدُ فما وعيدك لي بضائر
وهَرقت الماء فأنا أُهَرِيقه، بفتح الهاء وضم الألف، وإذا أمرتَ قلت: هَرِق ماءك، وأرقت الماء كذلك، فأنا أريقه، وإذا أمرت قلت: أرِق ماءك، وهو الأصل، [وأنشد:
(من الرجز)
هَرِق لها من قَرقَرىَ ذنوبا ... إن الذنوب ينفع المغلوبا
1 / 266
ويرى: أرِق لها]، وصرفت الصبيان، وصرف الله عنك الأذى، وقلبت القوم، وكذلك الثوب، ووقفت الدابة أقِفها، وقِف دابتك، ووقفت وَقفا للمساكين، ووَقَفت أنا، كل ذلك سواء بغير ألف، ومَهَرت المرأةَ من المَهر، [وغيره مهرا ومهرت العلم مهورا]، وعلفت الدابة أعلفها، وزررت علىَّ قميصي، وأزرر عليك قميصك وزُرَّه، وزُرِّه، وزُرِّه مثل مدّ ومدّ ومدّ، وحُش علىَّ الصيد، وقد حاشه علىَّ يحُوشه [حَوْشا]، ونَشَدتك الله، وأنا أنشُدك الله.
وَنَبذتُ النبيذ. ورهَنتُ الرَّهْن. وخَصَيت الفحل. وبَرِئت إليك من الخِصاء والوِجاء. ونَعَشت الرجلَ، فأنا أنعشه. وحرمت الرجل عطاءه أحرمه [وبنشد هذا البيت:
من يسأل الناس حرموه ... وسائل الله لا يُردَ]
(من مخلع البسيط)
1 / 267
وحَلَلْتُ من إحرامي أحلّ، وحَزَننى الأمر يَحزُنُني. وشغَلني عنك.
أمر يشغلني وشفاه الله يشفيه. وغاظني الشيء يغيظني، وقد غِظتَني يا هذا. ونفيت الرجلَ ورديء المتاع أنفيه نَفيا. وزوى وجهه عني يَزويه زيأ إذا قبضه [وأنشد للأعشى].
(من الطوُل)
يزيد بغضّ الطَّرف دوني كأنَّما ... زَوَى بَيْنَ عينيه علىَّ المحاجِمُ
فلا ينبِسط من بين عينيك ما انزوى ... ولا تَلقَنى إلا وأنفك راغمُ]
وبردت عيني أبردها، وكذلك برد الماء حرارة جوفي يبردها، وينشد هذا البيت [لمالك بن الريب].
(من الطويل)
وعَطٌل قَلُوصى في الرِّكاب فإنها ... ستبرد أكبادا وتُبكِى بواكيا
1 / 268
وهِلتُ عليه التراب، فأنا أهيله. وفضَّ الله فاه، ولا يفضض الله فاك، وقد ودج دابته يدجها [وَدْجًا]، ووتد وتده [يتده وتدا] ودِجْ دابتك، وتد وتدك، وقد جهد دابته يجهدها: إذا حمل عليها في السير فوق طاقتها، وفرضت له من العطاء أفرض. وصِدتُ الصيد [صَيدا] أصيده. [وقرح البِرذَون يقرح قروحا] [إذا كَبِرت سنه].
باب (فُعِلَ) بضم الفاء
تقول: عُنِيت بحاجتك بضم أوله، أعنى بها، وأنا بها مَعْنىّ. وقد أولِعت بالشيء أُولَع به [وأنا مولع به]. وقد بُهِت الرجلُ يبهت، فهو مبهُوت، وقد وُثِئَت يَدُه، فهي مَوثُوءةٌ، وقد شُغِلت عنك، [فأَنا مشغول]. وقد شُهِر في الناس. [وقد ذَعِر فهو مذعور، وقد طلّ دمُه، فهو مطلول: إذا لم يدرك
1 / 269
بثأره. وأُهْدِر فهو مُهدَر. وقد وُقص الرجل إذا سقط عن دابته فاندقت عنقه، فهو موقوص. وقد وُضَع الرجل في البيع يُوضِع.
ووُكِس يُوكَس. وقد غُبِن الرجلُ في البيع غبنًا، وغبن رأيه غبنا. وقد هُزِل الرجلُ والدابة يهزل. وقد نكب الرجل فهو مَنْكُوب. إذا أصابته نكبة. وقد حُلبت ناقتك وشاتك، فهي تحلب لبنا كثيرا. وقد رُهَصت الدَّابة، فهي مَرهُوصة ورهيص. وقد نتجت الناقة تنتج، ونَتَجها أهلها. وقد عقمت المرأة: إذا لم تحمل فهي عقيم، ومن العاقر قد عَقرت، بفتح العين وضم القاف. وقد زُهِيت علينا يا رج، فأنت مَزهُوّ: أي من الكِبْر، وكذلكنخيت فأنت منخوّ من النَّخوة. وفُلج الرجل من الفالج، فهو مفلوج. ولقى من اللقّوة، فهو ملقو، وقد دِيربى وأُدِيربى، لغتان، فأنا مَدُور ومُداربي. وقد غُم الهلال على الناس، وأغمى على المريض، فهو مُغْمًى عليه. وغشى عليه مخفف، فهو مغشى عليه، وقد أُهِلَّ الهلالُ واستُهِلَّ. وقد ركضت الدابة تركض [فهي مركوضة] [وركيض] وقد شدهت [عنك]، وأنا مشدوه أي شغلت، وقد بُرّحجك فهو مبرور. و[قد] ثُلج فؤاد الرجل فهو مثلوج:
1 / 270
إذا كان بليدا، وثلج بخير أتاه يثلج به: إذا سُرّ به. وتقول امتُقِعَ لونُه: أي تغيّر. وانقطع بالرجل فهو منقطع به. وقد نفست المرأة غلاما، فهي نفساء، والمولود منفوس، وقد نفست عليك بالشيء أنفس إذا بخلت به لنفاسته. وإذا.
أمرت من هذا الباب كله كان باللام، كقولك: لتُعْنَ بحاجتي، ولْتُوضَع في تجارتك، ولتُزْهَ علينا يا رجل، ونحو ذلك، فقس عليه إن شاء الله تعالى.
باب (فَعِلت) (وفَعَلت) باختلاف المعنى
تقول نَقِهتُ الحديثَ مثل فَهِمْت، ونَقَهتُ من المرض أنقَه فيهما جميعا. وقَرِرت به عينا أقرَ، وقَرَرت في المكان أقرّ. وقد قنع الرجل: إذا رضى قناعة وهو قنع، وقنع قنوعا: إذا سأل، يقنع فيهما جميعا، وأنشد:
(من الوافر)
لمالُ المرء يُصّلِحُه فيغنى ... مَفاقِره أَعّفُ من القنوع
أي أعف من المسألة. ولَبِست الثوب ألبسه لُبْسا، ولَبَست عليهم الأمر ألبسه لَبْسا، ولَسِبَتُ العسلّ ونحوه: إذا لعقته ألسبه، ولَسَبَتْه العقربُ تلسبه لَسْبا فيهما جميعا. وأسِيت على الشيء: إذا حزنت عليه آسى أسّى، وأسَوت الجرح وغيره: إذا أصلحته، وآسُوه أسْوا. وحلا الشيء في فمي يحلو، وحَلِىَ بعيني يحلى
1 / 271
حلاوة فيهما جميعا. وعرج الرجل يعرج: إذا صار أعرج، وعرج يعرج: إذا غمز من شيء أصَابَه، فإذا صعد في درج أو سلم قلت: عرج يعرج. ونذرت النذر أنذُره، وأنذِره نذرا، ونَذَرْتُ بالقوم أنْذُرُ نَذْرا: إذا علمت بهم.
فاستعددت لهم، وعمر الرجل منزله، وعمر المنزل، وعَمِر الرجلُ: إذا طال عمره، وينشد:
(من الكامل)
أتروضُ عرسك بعدما عَمِرت ... ومن العناء رياضةُ الهرم
وعمر الرجل بمكان كذا وكذا: إذا أقام فيه. وسخن الماء وسخن أيضًا يسخن وسخنت عين الرجل تسخن. وأمر القوم: إذا كثروا، وأمر علينا فلان أي ولي. ومللت من الشيء أمل مَلالة ومَلالا، ومللت الشيء في النار أمله، ملا. وأسن الرجل يأسن أسنا: إذا غشى عليه من ريح البئر والنتن وأسن الماء يأسن ويأسن أسنا وأُسُونا: إذا تغير. وعمت في الماء أعوم عوما، وعِمْتُ إلى اللبن، أعِيم عَيْمَةً، وأعامُ، أيضا: إذا اشتهيته،
1 / 272
وعُجْب إليكم أعُوجُ عَوْجا أي ملت، وما عجت بكلامه أعيج، وشربت دواء فما عجت به أي ما انتفعت به.
باب (فعلت) و(أفعلت) باختلاف المعنى
تقول: شرقت الشمس إذا طلعت، وأشرقَت: إذا أضاءت وصَفت. ومشيت حتى أعييت وأنا مُعْي، وعييت بالأمر: إذا لم تعرف وجهه، وأنا به عي وعيى. وحَبَستُ الرجلَ عن حاجتِه، وفي الحَبس فهو محبوس، وأحَبسْت فرسا في سبيل الله، فهو مُحْبَس وحَبيس، وأذنت للرجل في الشيء يفعله، فهو مأذون له فيه، وآذنْتُه بالصلاة وغيرها، فهو مُؤْذَنّ بها.
وأهديت الرجل الهديَّة إهداء، وأهْديت إلى البيت الحرام هديا وهديا، وهديت العروس إلى زوجها هِداء، قال زهير بن أبي سلمى:
(من الوافر)
فإن تكن النساء مُخَبَّآتٍ ... فحق لكل مُحْضنة هِداءُ
1 / 273
وهديت القوم الطريق هداية، وفي الدين هدى. وقد سفرت المرأة: إذا ألقت خمارها عن وجهها والرجل عمامته، وهي سافر، وأسفر وجهها: إذا أضاء، وكذلك أسفر الصبح. وخنست عن الرجل: إذا تأخرت عنه، وأخْنَسْتُ عنه حقه: إذا استرته (عنه. وأقبست الرجل علما، وقبسته نارا. وأوْعَيت المتاع في الوعاء، ووَعَيت العلمَ: إذا حفظته. وقد أضاق الرجل مثل أعسر، فهو مضيق، وضاق الشيء، فهو ضيق، وقد أقْسَط الرجلُ: إذا عدل، فهو مُقْسِط، وقَسَط فهو قاسط: إذا جار. وخفرت الرجل: إذا أجرته خفرة وخفارة، وأخفرته: إذا نقضت عهده، وخفرت المرأة: إذا استحيت تخفر خفرا وخفارة. ونشدت الضَّالّة: إذا طلبتها نشدانا، وأنشدتها: إذا عرفتها. وقد حضرني قوم وشيء وأحضر الرجل والغلام إذا عدوا. وكَبَّ الله عدوّك، وأكَبّ ارجل على وجهه. وأسن الرجل: إذا كبر، وسَنَّ سُنَّةً: إذا شرعها، وسَنّ الماءَ على وجهه يسُنُّه سنًا: إذا صبّه. وأحْلَب أخاه أي جعل له ما يحلبه وحلب شاته. وكتبت الكتاب، وأكتبت القرية: إذا حررتها. ورجلت إليهم: إذا ربطتها، وأجرلته: إذا صيرته راجلا، ووقر الرجل في مكانه من الوقار، ووقرت أذنُه: أي ثَقُلَت، وأوقر النحل: إذا كثر حمله وحسبت الحساب، وأحسبتك الطعام أي أكثرت لك منه. وكفأت الإناء إذا كببته، وأكفأت في الشعر، وهو مثل الإقواء وحصرت الرجل في منزله: إذا حبسته، وأحصره المرض وغيره إذا منعه من السير. وأدْلَجت إذا سرت من أول الليل وادَّلجت إذا سرت من آخره، [وينشد للأعشى:
(من الخفيف)
1 / 274
وادلاج بعد المنام وتهجير وقف وسبب ورمال]
واعقدت العسلَ وغيره، فهو مُعقَد وعقيد، وعقدت الحبل والعهد فهو معقود. وأصفَدت الرجل: إذا أعطيته [مالا]، فهو مُصفَد [والاسم: الصفد]، وصفدته: إذا شددته، فهو مصفود. وقد أفصح الأعجمي، وفَصُح اللَّحِّان. وقد لَمَمْتُ شعثَه ألمَه [لَمَا] وألمَمْتُ به إلمامٍا: إذا أتيته وزرته. وحمدت الرجل إذا شكرت له صنيعه، وأحمدته إذا أصبته محمودا. وقد أصْحَت السماءُ، فهي مُصْحِية، وصحا السكران، فهو صاحٍ. وأقلت الرجل في البيع إقالة، وقلت من القائلة قَيْلُولَةٌ. وأكنَنتِ الشيء: إذا أخفيته في نفسك، وكننته: إذا سترته بشيء. وقد أدنت الرجل: إذا بعته بدين ودِنْتُ أنا، وأدنت: أي أخذت بدين. وضفْتُ الرجلُ: إذا نزلتَ به، وأضفتهُ: إذا أنزلته عليك. وأدلَيت الدلو: إذا أرسلتها في البئر لتملأها، ودَلَوتها: إذا أخرجتها. ولحمت العظم: إذا عرقت ما عليه من اللحم، وألحَمتُك عِرض فلان: إذا أمكنتك منه لتشتمه، وأنشد.
(من البسيط)
فكيف صبرك إن أبْصَرْتَني مَزِقا ... قد ألحمتني المنايا النسر والرخما
1 / 275
وتقول: هل أحسستَ صاحبك، ومنه قول الله ﷿: ﴿هَلْ تُحِسُّ مِنْهُمْ مِنْ أَحَدٍ﴾، وحَسّهم: قتلهم، ومنه قول الله ﵎: ﴿إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ﴾. وملحت القدر أملحها: إذا ألقيت فيها من الملح بقدر وأملحتها: إذا أفدستها بالملح.
وتقول: رميته أرميه رَميا: إذا رميتهَ بيدك فإذا قَلَعتَه من موضعه قَلْما قلت: رميته عن الغرس وغيره إرْماهْ. وقد أجبرت الرجل على الشيء يفعله، فهو مُجبَر، وجَبَرت العظمَ والفقير، فهو مجبور. وكنفت حول الغنم كَنيفا: إذا حظرت عليها، وأكنفت الرجلَ: إذا أعنته، فهو مُكنَف. وأعجمت الكتاب، فهو مُعجَم، وعجمت العود ونحوه، فهو. معجوم: إذا عضضته، أعجمه. ونَجَم القرنُ والنبت إذا طلعا، وكذلك السِّنَ، وأنجم السحاب: إذا أقلع وكذلك البرد .. وصدقت الرجلَ الحديثَ، وأصدقت المرأة صَداقا وصَدقة. وقد ترب الرجل: إذا افتقر فهو تَرِبُ، وأترب إذا استغنى. وقد نَظَرتُ الرجل: إذا أنتظرته، وأنظرته: إذا أخرته. وأعجلته: إذا استعجلته، وعجلته: إذا سبقته. ومد النهر، ومده نهر آخر، وأمددت الجيش بمدّد، وأمدّ الجرحُ: إذا صارت فيه المِدَّة. وآثرتُ فلانا عليك، فأنا أوثره إيثارا، وأثرت الحديثَ، فأنا آثره أثرا
1 / 276
وأثرت الترابَ، فأنا أثيره إثارة، ووعدت الرجل خيرا أو شرا، فإذا لم تذكر الشر قلت: وعدته بالخير، وأوعدته بكذا وكذا تعني الوعيد، وأنشد:
قوم إذا أوعدوا خانوا وعيدهم ... وإن هم وعدوا أوفوا بما وعدوا
(باب أفعل)
تقول أَشكَل علىَّ الأمرُ، فهو مشكل. وأمَرّ الشيءُ، فهو مُمرّ: إذا صار مرا، وأغلقتُ الباب، فهو مُغلَق، وأقفَلته، فهو مُقفَل. وأعتقت الغلام، فهو مُعَتقَ وعَتيق، وعتق هو: إذا صار حرا. وأبغضت الشيء أبغضه، وأنا مُبغِضه، وقد بَغُض هو. وأقفلت الجند من مَبعَثهم، وقفلوا هم: إذا رجعوا من سفرهم. وأسَفّ الرجلُ للأمر الدَّنِيّ: إذا دخل فيه، وأسَفّ الطائر: إذا دنا.
من الأرض في طيرانه، وأسففت الخْوصَ ونحوه: إذا نسجته. وأنْشَر الله الموتى، فنشروا هم. وقد أمنى الرجلُ، فهو يُمْنى من المَنِي. وضربه فما أحَاكَ فيه السيف. وقد أمضّني الجرح والقول، وكان من مضى من النحويين يقول: مضّنى بغير ألف. وأنعم الله بك عينا. وأيْدَيت عند الرجل يدا. وتدعو للرجل إذا وجد علة فتقول: لا أعلكَّ الله. وأرخيت عليه الستر، فهو مُرخْى. وأغليت الماء، فهو مُغلْى. وأكْرَيْتُ الدار، فهي مُكراة، والبيت مُكْرى. وتقول: أغفيت من النوم، فأنا أُغِفى إغفاء.
1 / 277
باب ما يقال بحرف الخفض
تقول: سَخِرت منه. وهَزِئت به. ونَصَحت لك. وشكرت له صنيعه. ونسأ الله في أجله، وأنسأ الله أجلَه. واقرأ على فلان السلام. وزَرَيت عليه: إذا عِبت عليه فعلَه، وأزريت به: إذا قصرت به. وجَنّ عليه الليل، وأجنّه الليل: أي سترة. وذهبت به وأذهبته. وأدخلته الدار، ودخلت به الدار. ولهيت عن الشيء وغيره [ألهى]: إذا تركته، ولَهَوت به من اللهو، ويقال: إذا استأثر الله بشيء فالهَ عنه: [أي اتركه].
باب (ما يهمز من الفعل)
تقول: رقأ ادم يرقأ رَقُوءا: إذا انقطع، وجاء في الحديث لا تَسبُوَا الإبل فإن فيها رَقُوءَ الدم مفتوح الأول. ورقيت الصبي من الرقية أرقيه رقيا، ورقيت في السلم [بكسر القاف] أرقى رقيا. ودارأت الرجل: إذا دافعته، وقد تدارأ الرجلان: إذا تَدافَعا، وداريته: إذا لاينته من المداراه وختلته. وبارأ الرجل، شريكه وامرأته مباراة فهو يُبارِئهما: إذا فارقهما. وقد بارى الريح جُودا، فهو
1 / 278