ولي قائمقامية كسروان شخص، فأطلق أحد القرويين الأسهم النارية إعلانا لابتهاجه و«غرضه»، فسأله أحدهم: أتعرف القائمقام الجديد؟ فقال: لا، ولكني عملت ما عملت نكاية بابن عمي واستفزازا لخصومي.
من تأمل القرية رآها صورة مصغرة للعالم الأكبر؛ طورا يسفر احترابها عن جرحى، وأحيانا عن قتلى، وفي الحالين عن قوى عسكرية تحتل الضيعة؛ فتأكل دجاجها، والمعلوف من غنمها، والعجول المسمنة من بقرها، ويفنى مالها الناطق والصامت.
أما ضيعتي التي أحدثك عنها فأكبر جناياتها جرح بلغ القيراطين طولا في نصف قيراط عمقا، لم يطلق فيها عيار ناري بقصد قتل أو إرهاب. ضيعة وديعة حربها عقلية أكثر منها بدنية وحشية. ضيفها مقرى،
1
تلبي صوت الداعي في السراء والضراء. وكلمة «طيبة» بمعناها الأصلي، أصدق نعت لها.
رسمت لك صورة قرياقوس ضاهر، بطل حرب القرية العلماني - وهناك بطل إكليريكي سيأتي دوره - وفي نيتي الآن أن أعمل على إبرازها.
جلا عم قرياقوس عن «حنوش» المزرعة الساحلية؛ حيث قضى فتوته عريانا يصطاد السرطان والسمك، فإذا جاء أيار نضى
2
عنه ثيابه لا للنوم كصاحبة
3
Unknown page