313

Al-Kitāb al-Farīd fī Iʿrāb al-Qurʾān al-Majīd

الكتاب الفريد في إعراب القرآن المجيد

Editor

محمد نظام الدين الفتيح

Publisher

دار الزمان للنشر والتوزيع

Edition

الأولى

Publication Year

١٤٢٧ هـ - ٢٠٠٦ م

Publisher Location

المدينة المنورة - المملكة العربية السعودية

Genres

﴿وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ لَا تَسْفِكُونَ دِمَاءَكُمْ وَلَا تُخْرِجُونَ أَنْفُسَكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ ثُمَّ أَقْرَرْتُمْ وَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ (٨٤)﴾:
قوله ﷿: ﴿وَإِذْ أَخَذْنَا﴾ أي: واذكروا إذ أخذنا.
والكلام في قوله: ﴿لَا تَسْفِكُونَ﴾ كالكلام في قوله: ﴿لَا تَعْبُدُونَ﴾ وقد ذَكَرْتُ قُبَيْلُ، والسَّفْكُ: صَبُّ الدم، والجمهور على كسر الفاء، وقريء: بضمها (١) وهو لغية. والسفك، والصب، والإراقة، نظائر في المعنى.
﴿مِنْ دِيَارِكُمْ﴾: جمع دار، يقال: دارٌ وأَدْؤُرٌ بالهمز وتَركِهِ في القلة، وفي الكثير: ديار، كجبل وأجبل وجبال، ودور أيضًا كأَسَد وأُسْد. والياء في ديار منقلبة عن واو لكسرة ما قبلها كَحِياضٍ.
﴿ثُمَّ أَقْرَرْتُمْ﴾: قيل: فيه وجهان:
أحدهما: أن ﴿ثُمَّ﴾ على بابها في إفادة العطف والتراخي، والمعطوف عليه محذوف، أي: فقبلتم ثم أقررتم. والمُقَرُّ به هو الميثاق.
والثاني: أن تكون ﴿ثُمَّ﴾ أتت لترتيب الخَبَر، لا لترتيب المُخْبَرِ عنه كقوله: ﴿ثُمَّ اللَّهُ شَهِيدٌ﴾ (٢)، وقوله: ﴿ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا﴾ (٣).
﴿وَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ﴾: جملة في موضع الحال من الضمير في ﴿أَقْرَرْتُمْ﴾. والمعنى: ثم أقررتم بالميثاق واعترفتم على أنفسكم بلزومه وأنتم تشهدون عليها، كما تقول: فلان مُقِرٌّ على نفسه بكذا، وهو شاهد عليها.
﴿ثُمَّ أَنْتُمْ هَؤُلَاءِ تَقْتُلُونَ أَنْفُسَكُمْ وَتُخْرِجُونَ فَرِيقًا مِنْكُمْ مِنْ دِيَارِهِمْ

(١) يعني (لا تسفُكون). ونسبت إلى طلحة بن مصرف، وشعيب بن أبي حمزة. انظر إعراب النحاس ١/ ١٩٢، والمحرر الوجيز ١/ ٢٧٩، والقرطبي ٢/ ١٨.
(٢) سورة يونس، الآية: ٤٦.
(٣) سورة البلد، الآية: ١٧. وانظر هذين الوجهين في التبيان ١/ ٨٥ - ٨٦.

1 / 313