٧١ - ...................... ... صَبْرٌ جَميلٌ فكِلَانَا مُبْتَلَى (١)
والأصل صبرًا، على معنى: اصبر صبرًا (٢).
وقرئ: (حطةً) بالنصب على الأصل (٣).
وقيل: معناه: أَمْرُنا حِطَةٌ، أي: أن نحط في هذه القرية ونستقر فيها (٤).
وهي فِعْلة من الحَطِّ كالجِلْسَة والرِّكْبَة، وهو وضع الشيء من علو إلى سُفْلٍ. وموضع الجملة نصب بالقول.
وقد جُوِّزَ النصب فيها على قول من نصبها بـ ﴿قُولُوا﴾، أي: قولوا هذه الكلمة، والأول أمتن، وهو أن تكون منصوبة بإضمار فعلها (٥).
﴿نَغْفِرْ﴾: جزم على جواب شرط محذوف، أي: إن تقولوا ذلك نغفر لكم خطاياكم.
(١) وصدره:
يشكو إليَّ جملي طولَ السُّرَى ... ........................
وهو من شواهد سيبويه ١/ ٣٢١. وأبي عبيدة في المجاز ١/ ٣٠٣. وأنشده الفراء ٢/ ١٥٦ وابن خالويه في إعراب ثلاثين سورة/ ٩/ لكن بالنصب "صبرًا جميلًا". واستشهد ابن قتيبة في تأويل مشكل القرآن/ ١٠٧/ بصدره فقط.
(٢) هذا القول مع الشاهد وتعليله للزمخشري ١/ ٧١، وحكاه الرازي ٣/ ٨٣ عنه.
(٣) نسبت هذه القراءة إلى ابن أبي عبلة، وابن السميفع، انظر الكشاف ١/ ٧١، والمحرر الوجيز ١/ ٢٣١، وزاد المسير ١/ ٨٥.
(٤) الكشاف ١/ ٧١، وحكاه الرازي ١/ ٨٣ عن أبي مسلم الأصفهاني، لكنه قال: وزيف القاضي ذلك بأن قال: لو كان المراد ذلك لم يكن غفران خطاياهم متعلقًا به.
(٥) فعلى الأول: تكون مفعولًا به لقال إذا أعملتَ القول، واقتصر عليه مكي ١/ ٤٨، وابن الأنباري ١/ ٨٣ في حالة النصب، وهو ما يفهم من إعراب النحاس ١/ ١٧٨. وعلى الثاني: تكون مفعولًا مطلقًا والجملة في محل نصب مقول القول كما حكى المؤلف، وهذا الثاني رجحه الزمخشري ١/ ٧١، واقتصر عليه العكبري ١/ ٦٥.