251

Al-Kitāb al-Farīd fī Iʿrāb al-Qurʾān al-Majīd

الكتاب الفريد في إعراب القرآن المجيد

Editor

محمد نظام الدين الفتيح

Publisher

دار الزمان للنشر والتوزيع

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤٢٧ هـ - ٢٠٠٦ م

Publisher Location

المدينة المنورة - المملكة العربية السعودية

Genres

وكذلك الجمل الثلاث التي بعد هذه الجملة، وهي: ﴿وَلَا يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ﴾، ﴿وَلَا يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ﴾، ﴿وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ﴾ منصوبات المحل لما ذكرتُ آنفًا في الجملة الأولى، والكلام فيهن كالكلام فيها.
ولولا تنوين (يوم) لكان مضافًا إلى هذه الجمل، وكان مستغنيًا عن العائد منها، كقوله: ﴿هَذَا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ﴾ (١) و﴿هَذَا يَوْمُ لَا يَنْطِقُونَ﴾ (٢).
و﴿مِنْهَا﴾ في قوله: ﴿وَلَا يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ﴾ متعلق بـ ﴿يُقْبَلُ﴾ تعلق الجار بالفعل، ولك أن تجعله في محل النصب على الحال، لتقدمه على الموصوف وهو ﴿شَفَاعَةٌ﴾. وكذلك الكلام في ﴿شَفَاعَةٌ﴾. وكذلك الكلام في ﴿مِنْهَا عَدْلٌ﴾.
وقرئ: (ولا تُقبل) بالتاء النقط من فوقه، لتأنيث لفظ الشفاعة، وبالياء النقط من تحته حملًا على المعنى، أو للفصل (٣).
وقرئ: في غير المشهور: (ولا يَقبل منها شفاعةً) على بناء الفعل للفاعل، وهو الله ﷿ ونصب الشفاعة (٤).
وقد جُوِّزَ أن يكون الضمير في ﴿مِنْهَا﴾ في قوله: ﴿وَلَا يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ﴾ للنفس الثانية، على معنى: إن جاءت بشفاعة شفيع لم تقبل منها (٥). وأن يكون لِلأُولى، على معنى: أنها لو شفعت لها لم تقبل شفاعتها، كما لا تَجزي عنها شيئًا (٦).

(١) سورة المائدة، الآية: ١١٩.
(٢) سورة المرسلات، الآية: ٣٥.
(٣) أما (ولا تقبل) بالتاء: فقرأ بها ابن كثير، والبصريان، وقرأ باقي العشرة (ولا يقبل) بالياء انظر السبعة/ ١٥٥/، والحجة ٢/ ٤٣، والمبسوط/ ١٢٩/، والتذكرة ٢/ ٢٥١، والتبصرة /٤٢٠/.
(٤) نسبت إلى قتادة، وسفيان، انظر الكشاف ١/ ٦٧، وزاد المسير ١/ ٧٧، والبحر ١/ ١٩.
(٥) في (د) و(ط) لا تقبل منها.
(٦) الكلام هنا للزمخشري ١/ ٦٧ ومعناه عند الماوردي ١/ ١١٧ قبله.

1 / 251