197

Al-Kitāb al-Farīd fī Iʿrāb al-Qurʾān al-Majīd

الكتاب الفريد في إعراب القرآن المجيد

Investigator

محمد نظام الدين الفتيح

Publisher

دار الزمان للنشر والتوزيع

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤٢٧ هـ - ٢٠٠٦ م

Publisher Location

المدينة المنورة - المملكة العربية السعودية

Genres

٥٧ - ..................... ... من النَّواضِحِ تَسْقِي جَنَّةً سُحُقَا (١)
أي: نخلًا طوالًا، والطويل من النخل يسمى سَحُوقًا، وجمعه سُحُق، كرسول ورُسُل، والنواضح جمع ناضحة، والناضح: البعير يُسْتَقَى عليه، والأنثى ناضحة.
والبساتين لا تجري إنما تجري أنهارها، والمعنى: تجري من تحت أشجارها الأنهار كما تجري في الدنيا تحت الأشجار النابتة على شواطئها، ثم حذف المضاف وأقيم المضاف إليه مُقامه، كما حُذف في الأنهار، لأن الجاري هو الماء لا الأنهار.
وقوله: ﴿مِنْهَا مِنْ ثَمَرَةٍ﴾: من في ﴿مِنْهَا﴾ لابتداء الغاية متعلق بـ ﴿رُزِقُوا﴾ تعلق الجار بالفعل.
و﴿مِنْ﴾ في ﴿مِنْ ثَمَرَةٍ﴾: يَحتمِل ثلاثة أوجه:
أن يكون لابتداء الغاية أيضًا متعلقًا بـ ﴿رُزِقُوا﴾ تَعَلُّقَ ﴿مِنْهَا﴾.
وأن يكون للتبعيض متعلقًا بـ ﴿رُزِقُوا﴾ تعلق المفعول بالفعل، لأنهم يرزقون بعض الثمرةِ.
وأن يكون للتبيين في محل النصب على الحال لتقدمه على الموصوف متعلقًا بمحذوف، أي: رزقًا كائنًا من ثمرةٍ، إذ المراد بالثمرة النوعُ أو الجنسُ.
فإن قلت: ﴿رِزْقًا﴾ في قوله: ﴿مِنْ ثَمَرَةٍ رِزْقًا﴾ مفعول بمعنى المرزوق أم مصدر؟ قلت: إن جعلت ﴿مِنْ﴾ في ﴿مِنْ ثَمَرَةٍ﴾ لابتداء الغاية أو للتبيين، كان مفعولًا ثانيًا لـ ﴿رُزِقُوا﴾، وإن جعلته للتبعيض، كان مصدرًا بمنزلة ضربتُ ضرْبًا.

(١) البيت لزهير بن أبي سلمى وصدره:
كأنَّ عَيْنَيَّ في غَرْبَي مقَتَّلَةٍ ... ...............................
وانظره في حجة الفارسي ٥/ ٦، والمقاييس ١/ ٤٢١، والمجمل (جن)، والصحاح (جنن)، والمخصص ١١/ ١١، والكشاف ١/ ٥١، والمحرر الوجيز ١٠/ ٩.

1 / 197