185

Farid Fi Icrab

الكتاب الفريد في إعراب القرآن المجيد

Investigator

محمد نظام الدين الفتيح

Publisher

دار الزمان للنشر والتوزيع

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤٢٧ هـ - ٢٠٠٦ م

Publisher Location

المدينة المنورة - المملكة العربية السعودية

Genres

كالذي خلقكم، أو بدلًا من ﴿رَبَّكُمُ﴾، أو في محل الرفع بالابتداء، وخبره: ﴿فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا﴾، أو هو ﴿الَّذِي﴾.
﴿الْأَرْضَ﴾: مفعول أول لجعل، و﴿فِرَاشًا﴾: ثانٍ إذا جعلت الجَعْلَ بمعنى التصيير، كقوله: ﴿وَجَعَلَنِي نَبِيًّا﴾ (١) أي: صيّرني نبيًّا، وإن جعلته بمعنى الخلق كان ﴿افِرَاشًا﴾ حالًا من الأرض. وكذلك القول في: ﴿وَالسَّمَاءَ بِنَاءً﴾.
و﴿جَعَلَ﴾ على أوجه:
أن يكون بمعنى خلق وعمل وصنع، فيتعدى إلى مفعول واحد.
وأن يكون بمعنى صيّر، أو سَمَّى فيتعدى إلى مفعولين، نحو: ﴿وَجَعَلَنِي نَبِيًّا﴾ (١) ﴿وَجَعَلُوا الْمَلَائِكَةَ ... إِنَاثًا﴾ (٢) أي سموهم.
وقد يستعمل استعمال كاد، كقولهم: جعل يفعل كذا، ككاد يفعل كذا، فاعرفه وقس عليه.
فإن قلت: ما الفرق بين الخَلْق والجَعْل؟ قلتُ: قيل: إن الخلق فيه معنى التقدير، وفي الجعل معنى التضمين، كإنشاء شيء من شيء، أو تصيير شيء شيئًا، أو نقله من مكان إلى مكان، والمعنى: جَعَلها وِطَاءً، ولم يجعلْها حَزْنَة كليظة لا يمكن الاستقرار عليها (٣).
والفراش، والمهاد، والوطاء، والبساط، نظائر في المعنى.
والبناء: مصدر سمي به المبنيُّ بيتًا كان أو قبة أو خباء أو طِرافًا.
والخباء: واحد الأخبية من وَبَرٍ، أو صوفٍ، ولا يكون من شَعَر، وهو على عمودين أو ثلاثة. والطِّراف: بيت من أَدَمٍ، وأبنية العرب أخبيتُهم.
والبناء، والعلو، والارتفاع، نظائر في المعنى. وعن الزجاج: كل ما

(١) سورة مريم، الآية: ٣٠.
(٢) سورة الزخرف، الآية: ١٩.
(٣) أي جعلها سهلة للمشي لا صعبة وعرة.

1 / 185