180

Farid Fi Icrab

الكتاب الفريد في إعراب القرآن المجيد

Investigator

محمد نظام الدين الفتيح

Publisher

دار الزمان للنشر والتوزيع

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤٢٧ هـ - ٢٠٠٦ م

Publisher Location

المدينة المنورة - المملكة العربية السعودية

Genres

و: (يُخَطِّف) من خَطَّف، و(يَخْطّف) بفتح الياء وسكون الخاء وتشديد الطاء (١)، وهو ضعيف لما فيه من الجمع بين الساكنين على غير حَدِّه، والمحققون من النحاة يعبرون عن نحو هذا بالاختلاس والإخفاء، ولا يجيزون إطلاق هذا اللفظ عليه (٢).
وعن أُبيّ ﵁: (يَتَخَطَّفُ) (٣) من قوله: ﴿وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ﴾ (٤).
والاختطاف، والاستلاب، والانتزاع، نظائر في اللغة.
﴿كُلَّمَا﴾ كُل: حَرْفُ جملةٍ (٥) ضُمّ إلى (ما)، وهو اسم فيه معنى الشرط والجزاء، فصار أداةً للتكرار، وانتصب على الظرف لانضمام (ما) إليه، وعاملها جوابها وهو: ﴿مَشَوْا﴾، أي: متى ما أضاء لهم مشوا فيه، ولا يعمل فيها ﴿أَضَاءَ﴾، لأنها ليست بشرط محض.
و﴿أَضَاءَ﴾: متعدٍ والمفعول محذوف، والتقدير: كلما نَوَّر لهم البرقُ مَمْشىً ومَسْلَكًا أخذوه ومشوا فيه. أي في ضوئه.
ويجوز أن يكون غير مُتَعَدٍّ، والتقدير: كلما لمع لهم البرق مشوا في ضوئه. وتعضده قراءة من قرأ: (كلما ضاء لهم مشوا فيه) وهو ابن أبي عَبْلَة (٦)، فيكون كأَسْكَتَ وسكتَ، لغتان بمعنىً.

(١) نسبها الفراء إلى بعض أهل المدينة، وحكاها النحاس ١/ ١٤٥ عنه.
(٢) انظر المحتسب ١/ ٦١ - ٦٢.
(٣) انظر إعراب النحاس ١/ ١٤٥، والكشاف ١/ ٤٢، والمحرر الوجيز ١/ ١٣٨.
(٤) سورة العنكبوت، الآية: ٦٧.
(٥) أي: عموم.
(٦) كذا نسبت إليه أيضًا في الكشاف ١/ ٤٣، والبحر المحيط ١/ ٩٠ وأضاء وضاء: لغتان ذكرهما الفراء ١/ ١٨، والزجاج ١/ ٩٦، وحُرِّفت الثانية في المحرر الوجيز إلى (أضالهم) حيث نسبها إلى ابن أبي عبلة أيضًا. وقد مرت ترجمته.

1 / 180