Faraid
كتاب الفرائد في معرفة الحي الواحد
Genres
قوله: (الجامع للمشروطات) أعلم أن شروط من تصح إمامته هي أن يكون بالغا عاقلا ذكرا أحد فاطميا دعوته غير مسبوقة بمثلها لقوله -صلى الله عليه وآله وسلم- [ ]((إذا بويع للخليفتين فاقتلوا الأخر منهما)) عالما لما يحتاج إليه من أصول الدين وأصول الفقه المشتملة على الكلام في الأوامر والنواهي والعموم والخصوص والمجمل والمبين والناسخ والمنسوخ والإجماع والأخبار والقياس والاجتهاد وصفة المعنى والمشتق والحضر والإباحة ويعلم علوم القرآن على ضرب من التفصيل وعلوم الأخبار والفروع من الفقه ليكون ذلك قاعدة، لئن يكون مجتهدا في الأحكام الشرعية والفتاوى الفقهية ورعا بمعنى لا يخل بالواجب ولا يفعل القبيح والقبح، سخيا بحيث لا يمنع من وضع الحقوق في مواضعها، شجاعا بحيث يكون فيه في قوة الجاش ما يصلح معه لتنفيذ السرايا ويبين العوائق على دور الحرب، وإن لم يكثر قتاله مدبرا بحيث لا يصنع شيئا إلا فيما يصلح سليما من جميع العاهات كالعمى والصمم والجذام ونحو ذلك وإنما اعتبرت فيه الشروط ليحصل الغرض بالإمامة وهو تنفيذ الأحكام الشرعية وذلك لا يتم إلا ممن جمع هذه الشروط فإن قلت فما الطريق إلى إمامة من جمع هذه الشروط من المذكورين إلا أن يدعوا إلى نفسه وبترشيح هذا مذهبنا.
Page 95