Fann Islami Fi Misr
الفن الإسلامي في مصر: من الفتح العربي إلى نهاية العصر الطولوني
Genres
ولكن عبارة المقريزي لا توضح هل كانت هذه التماثيل بارزة كلها ويمكن فصلها عن الجدران، أو كانت منقوشة عليها بالبارز وتكون جزءا لا يتجزأ منها، ولكن الفرض الأول أكثر احتمالا؛ لأن المقريزي يضيف على عبارته سالفة الذكر أن خمارويه «جعل على رءوس هذه التماثيل الأكاليل من الذهب الخالص الأبريز الرزين، والكودان المرصعة بأصناف الجواهر، وفي آذانها الأجراس الثقال الوزن المحكمة الصنعة، وهي مسمرة في الحيطان، ولونت أجسامها بأصناف أشباه الثياب».
وليس مستحيلا أن تكون هذه التماثيل منقولة عن تماثيل أخرى تحدثنا المصادر التاريخية عن وجودها في سامرا،
13
ولكننا نظن أننا لسنا في حاجة إلى أن نذهب إلى هذا الحد، بينما نستطيع أن نرى النماذج التي يصح أن تكون هذه التماثيل قد أخذت عنها في مصر الفرعونية أو القبطية، ويكفي لترجيح هذا الرأي مشاهدة ما في المتاحف من تماثيل مصرية قديمة من الخشب المنقوش.
14
وفضلا عن ذلك فقد كان في مصر الإسلامية تماثيل قبل إنشاء سامرا، أو على الأقل قبل قدوم ابن طولون واليا عليها.
15
ومهما يكن من شيء فإنه من الخطأ أن نظن أن كنوز مصر الفرعونية كانت مجهولة في العصور الوسطى، ففي اعتقادنا أن أكثر أحاديث الكنوز التي ترد في كتب التاريخ والأدب عن مصر قد تكون اكتشافات أثرية.
بقي علينا أن نشير إلى الأخشاب الطولونية ذات الكتابات؛ فإن للجامع الطولوني طرازا من الخشب تحت السقف بأعلى الجدران، عليه كتابة من آيات قرآنية حروفها من الكوفي البسيط المعاصر لبناء الجامع، وقد نقشت هذه الحروف بارزة في الألواح الخشبية، وليست قطعا منفصلة ومسمرة في الخشب كما ظن كوربت بك.
16
Unknown page