Falsafat Karl Buber
فلسفة كارل بوبر: منهج العلم … منطق العلم
Genres
وأهم ما يميز هذا المنهج أن عموده الفقري هو استخدام اللغة الرياضية ومعادلاتها، بل وإن الاستدلال الرياضي أهم فيه من وقائع التجريب الملاحظة؛ إذ إن الفرض فيه لا يحكم وقائع، بل قوانين وعلاقاتها ببعضها.
ونظرا لأن النظرية المنهجية التقليدية، كانت تقوم على التقابل بين الاستقراء والاستنباط تقابل العلوم الطبيعية مع العلوم الصورية، كان علينا الآن أن نودع هذه النظرية التقليدية وإلى غير رجعة.
الباب الثاني
موقف بوبر من الوضعية المنطقية ومعاييرها لتمييز العلم
تمهيد
(1) انتهى الباب السابق من إسقاط المعيار الشائع لتمييز العلم؛ أي المنهج الاستقرائي، غير أن هذه النظرية العتيقة ليست هي المحاولة الوحيدة، فهناك محاولات أخرى أجل شأنا وأعظم خطرا، فلو كان هذا العصر قد لقب «بعصر التحليل» فإننا الآن بإزاء معايير مذهب من أخطر مذاهب هذه الفلسفة التحليلية من جهة، والفلسفة العلمية من الجهة الأخرى، أعني مذهب الوضعية المنطقية «الولد القلقال المقلاق المثير للمتاعب في الفلسفة المعاصرة.»
1 (2) والتعرض لهذا المذهب ذو أهمية قصوى لموضوعنا، فلو عدنا مثلا لسلسلة عبقريات العقاد - باستثناء عبقريتي النبيين محمد وعيسى - لوجدناها دائما تحوي فصلا يحرص عليه العقاد ويسميه: مفتاح الشخصية، يحاول فيه الاهتداء إلى مدخل إذا دخلنا منه تفتحت أمامنا مغاليق العبقرية «عمر: العدل، أبو بكر: الصدق، خالد: الجندية ... وهكذا» ويبدو هذا الفصل وكأنه الهدف المروم من الترجمة بأسرها.
والواقع أنه مناط الابتكار والإبداع في العبقريات - إن كان فيها إبداع - وبغيره ما كان للعقاد أن يقدم جديدا يعيننا على فهم الشخصية.
أما الآن فيمكن أن نقول ببساطة: إن مذهب الوضعية المنطقية هو مفتاح الشخصية الفلسفية لبوبر؛ فقد قال فيكتور كرافت - عضو الدائرة
2 ⋆
Unknown page