184

Falsafat Karl Buber

فلسفة كارل بوبر: منهج العلم … منطق العلم

Genres

فقد ترك تجارب وأبحاث علمية جديرة بالإعجاب حقا، على الرغم من كفاف بصره؛ إذ كان يتصور هذه التجارب ثم يعهد بتنفيذها إلى خادمه، الذي كان خالي الذهن من أية فكرة علمية.

فكان هوبر إذن الذهن المدبر الذي ينشئ التجارب ويديرها، لكنه كان مضطرا لاستعارة حواس شخص غيره، وكان الخادم يقوم بعمل الحواس المنفعلة التي تطيع العقل لتحقيق التجربة المنشأة تبعا لفكرة سابقة،

32

أوليس في هذا الدليل الساطع على استحالة أن يكون استقراء وقائع الحس هو المنطلق الذي انبثق منه هذا البناء العلمي الشامخ.

كلا، ليس للاستقراء أي دور في حياة الإنسان؛ لأن الإنسان لم يكن أبدا في أي طور من أطواره - حتى أشدها بدائية - محض آلة تستقرئ وقائع الحس فتعممها. (4) يقول فرانك رامزي:

33 ⋆ «حقا أن أحدا إذا لم يكتسب العادة الاستقرائية، فلن نستطيع أن نثبت له أنه على خطأ، غير أننا لا نجد شيئا معينا في هذا؛ لأن أحدا إذا تشكك في ذاكرته أو في إدراكه الحسي، فإننا لا نستطيع أن نثبت له أنهما جديران بالتصديق، البحث عن إثبات شيء كهذا، هو الصراخ توسلا للقمر، والمثل تماما صحيح بالنسبة للاستقراء.»

34

لقد قال رامزي تماما عكس ما ينبغي أن يقال، وهو أن أحدا إذا اكتسب العادة الاستقرائية - جدلا - فإننا بالقطع مستطيعون أن نثبت له أنه على خطأ، وأن هذه العادة لا تعطيه أكثر من قصور أسس العلم العقلانية، وقد حصر رسل أوجه القصور هذه في ثلاثة عناصر رئيسية: (1)

الشك في صحة الاستقراء. (2)

صعوبة استنتاج ما لا يقع في تجربتنا، قياسا على ما قد وقع فيها «مشكلة الاستقراء». (3)

Unknown page