Falsafa Ingliziyya Fi Miat Cam
الفلسفة الإنجليزية في مائة عام (الجزء الأول)
Genres
ونفسانية غيرية
heteropsychological ، فالأولى تقوم على حدس الوعي الأخلاقي الفردي، والثانية على ملكة نفسية غير هذه. وهذا النمط النفساني الغيري قد يتخذ بدوره ثلاثة اتجاهات، يستمد فيها ماهية الحقيقة الأخلاقية من الحس أو من العقل أو من التجربة الجمالية، وتنتمي إلى الفرع الأول من هؤلاء كل أخلاق للذة (ويمثلها على الأخص أبيقور وبنتام)، سواء أكانت نفعية أم تطورية. ويمثل النوع الثاني، الذي يسمى «الأخلاق الذهنية
dianoetic »، كل من كدوورث
Cudworth
وكلارك
Clarke
وبرايس
، أما النوع الثالث، أي الجمالي، فيتمثل في شافنسبري وهتشسون. أما نظرية مارتينو الخاصة، فهي تلك التي تتخذ المنهج «النفساني الذاتي».
وليس من الممكن تحديد الأصول التاريخية لهذه النظرية بدقة، وقد أشار مارتينو ذاته إلى صلتها الوثيقة ببطلر من جهة، وبكانت من جهة أخرى، وليس ثمة شك في أنه يدين لهذين المفكرين بأكثر مما يدين به لأي مفكر غيرهما، فاتفاقه مع بطلر ينصب أساسا على منهجه، أما اتفاقه مع كانت فيتعلق أساسا بمضمون تفكيره. وهناك مؤثرات أخرى أقل أهمية، هي صلاته بالمدرسة الاسكتلندية كما يمثلها ريد وهاملتن (بل والمفكرون الأخلاقيون الاسكتلنديون الأقدم عهدا أيضا)، وهي مؤثرات أولاها النقاد الأهمية الأولى، وإن لم يكن في وسعنا أن ننكر أن العامل الحدسي، وفكرة الوضوح الذاتي لأحكام القيم الأخلاقية، وهي عناصر تلعب دورا كبيرا في نظرية مارتينو، تشير إلى مؤثرات اسكتلندية، وأخيرا ينبغي ألا ننسى أن المصدر الذي كان مارتينو يستمد منه على الدوام بصيرة متجددة هو الأخلاق المسيحية كما عرضت في «موعظة الجبل
Sermon of the Mount ».
Unknown page