13
حيث تعترف أن محاكمة إيخمان قادتها من التغطية الصحفية لحدث عادي جدا لا يستدعي كل الضجة التي أثيرت حوله - ناهيك عن الأهداف السياسية للمحاكمة حيث تسعى اللوبيات الصهيونية إلى التمويل من ألمانيا ما بعد الحرب العالمية الثانية - إلى التحليل الفلسفي لمسألة الشر، وتعاظمه في عالم اليوم.
14
نقول تحليلا فلسفيا (يدمج المقاربة السياسية مع المقاربة الأخلاقية الكانطية). وترى في مقدمة «حياة الروح» أنه من الضرورة العودة إلى مسألة الشر لصياغة فكرة فلسفية واضحة حول هذا الموضوع، ولتطوير بعض الأفكار التي لم يكن الغرض منها في تقرير إيخمان صياغة مذهب أو نظرية في الشر، مما يعني أنه في الكتاب الأخير
la vie de l’esprit
صار من الضروري وضع هذه النظرية. من خلال رصدها لثلاثة مفاهيم فلسفية متصلة بهذه المشكلة وهي: الفكر، والإرادة والحكم؛ فالشر لم يكن ناتجا عن البلادة (الغباء
la stupidité ) وإنما هو تعبير عن غياب الفكر - عوز في الفكر
un manque de pensée ،
15
وتقصد بالغباء أو البلادة عدم القدرة على الفهم (أو غياب القدرة على الفهم)،
Unknown page