138

Falak Dair

الفلك الدائر على المثل السائر (مطبوع بآخر الجزء الرابع من المثل السائر)

Investigator

أحمد الحوفي، بدوي طبانة

Publisher

دار نهضة مصر للطباعة والنشر والتوزيع

Publisher Location

الفجالة - القاهرة

الملاينة، وليس كل ذنب يحتمل الإغضاء والطي، ومن الأمراض مالا يحسم إلا بالكي، وأفسد الأشياء لقانون الرياسة وضع الصفح موضع السياسة، وأدعى الأشياء إلى انحلال النظام، الصفح عن ذوي الذنوب والأجرام". وهذه الأخيرة، قد تقدم نظيرها، وقو قولنا: فأدعى الأشياء إلى انحلال النظام، وضع العفو موضع الانتقام، وقد ذكرنا بيت أبي الطيب الذي أخذناها منه١. ومن ذلك قولي في خاتمة الوصايا في هذا التوقيع: "ولا حاجة لنا مع كما له وسداده، وهديه المجمع عليه ورشاده، إلى استقصاء ما في الوصايا والأوامر، ولو تيقن الكناية لقال فيها كم ترك الأول للآخر، فهو يخترع من محاسن التصرف من الخدمة ما يعجز عنه الكبير من أرباب السياسة والتدبير، ويستنبط بخبرته ما يستغنى به عمن يرشده، ولا ينبئك مثل خبير"٢. فآخر هذا الفصل من الكتاب العزيز، وصدره مثل شعري نظمه أبو تمام فقال٣: لا زلت من شكري في حلة ... لابسها ذو سلب فاخر يقول من تقرع أسماعه ... كم ترك الأول للآخر ومن ذلك قولي في هذا التوقيع: "وليطالع الديوان العزيز بأحوال عمله

١ البيت الذي يريده هو: ووضع الندى في موضع السيف بالعلا ... مضر كوضع السيف في موضع الندى ٢ سورة فاطر: ١٤. ٣ من قصيدته في مدح أبي سعيد التي مطلعها: قل للأمير الأريحي الذي ... كفاه للبادي وللحاضر الديوان ٢/ ١٦١.

4 / 152