122

Falak Dair

الفلك الدائر على المثل السائر (مطبوع بآخر الجزء الرابع من المثل السائر)

Investigator

أحمد الحوفي، بدوي طبانة

Publisher

دار نهضة مصر للطباعة والنشر والتوزيع

Publisher Location

الفجالة - القاهرة

﴿وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَالَّذِي خَبُثَ لَا يَخْرُجُ إِلَّا نَكِدًا﴾ ١، والفدادين٢ فهي حاملة الأثقال، وعامرة الأعمال، ومراكب البضاعة ورأس المال، فليجتهد في إراحة عاملها٣، والسلامة من درك نقصها وخللها" وما عساه يعوزها يتمة، وما تسرب منها يجمعه ويلمه، فقد من الله على عباده بأن خلقها كثيرة الحرث، ووسقاهم مما في بطونها من بين دم وفرث٤. والآيات المدرجة في غضون هذا الكلام ظاهرة. ومن ذلك قولي في هذا التوقيع: "فإذا تم ارتفاعه، وتكامل صلاحه وإيناعه، وبلغ الكتاب أجله لميعاده، ودنا الوقت الذي قيل فيه وآتوا حقه يوم حصاده، فليواصل بالحمول إدرارا، وليندب نفسه في جمع المال ليلا ونهارا، وليرهف للاستيفاء والاستخراج شبا العزم، ولينصب لذلك انتصاب أمثاله من ذوي البصيرة والحزم، فاستيفاء الأموال والحقوق هو النتيجة المرادة، والثمرة المستفادة، وذلك المحض عن هذه الزبدة أسفر، وذلك السرار٥ عن هذا الهلال أبدر٦، وذلك الغرس لهذه الفائدة أثمر، وذلك البدل لهذه النفس النفيسة صور، وعلى قالبها تصور، والمضجع في الاستيفاء بعد

١ سورة الأعراف: ٥٨ ﴿وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَالَّذِي خَبُثَ لَا يَخْرُجُ إِلَّا نَكِدًا﴾ . ٢ الغداق: على وزن سحاب وشداد: الثور أو الثوران يقرن بينهما للحرث جمع فدادين. وفي الأصل "الفدن" وقد أراد بالفدادين البقر كما يتبين من السياق. ٣ في الأصل "عالمها". ٤ سورة النحل: ٦٦ ﴿وَإِنَّ لَكُمْ فِي الْأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِهِ مِنْ بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ لَبَنًا خَالِصًا سَائِغًا لِلشَّارِبِينَ﴾ . ٥ السرار: آخر ليلة من الشهر. ٦ أبدرنا: طلع لنا البدر أوسرنا في ليلته.

4 / 136