Kitab al-falah al-fallah
كتاب الفلاح الفلاح
Genres
الباقلا قال فى اكثر الاختصاص اذا نقع قبل ان يزرع فى نطرون اسرع نباته والنظر الى نواره يورث الهم وضيق الصدر واذا سحق فى هاون رصاص وترك فى الشمس ايضا صار خضابا وقد اكثر من زرعه اهل البساتين وانت رايت ما فى النظر اليه من ضيق الصدر وسعة الكدورات
البطيخ اول ما يزرع فى اوائل الحوت ويجعل فى يوم يكون القمر فيه فى برج الثور او برج السرطان او مقارنا احد السعدين فى اى برج كان فان البطيخ نبات قمرى وزرعه والقمر زائد النور هو الجيد ومثله فى الجودة ايضا ان يكون مسعودا فان زرع كذلك والقمر فى القوة والمقارنة للسعود كان اصلح وهذا المزروع فى هذا الوقت هو اول بطيخ يدرك فى الربيع ثم يزرع بعد هذا نوع اخر بخمسة عشر يوما فى اول نيسان ثم فى عشرين نوع اخر ثم فى اخر تموز الموافق للنصف الاول من الاسد وهو اكثر المنابت أفات تعرض له فمن لوازم خدمته ان يزرع فى حفائر لطاف تحفر له ويوخذ من بذره ما حملت اصبعان وراس الابهام ولتكن الارض التى يزرع فيها قد سقيت بالماء وتركت عشرة ايام او على مقدار ما قام فيها من الماء فليكن الترك لها قبل زرعه فيها فاذا بقى من الندا فيها بقيت متوسطة وهو بمقدار ما اذا حفرت الارض لم يكن طينا يلتصق فيه الاصابع ويسقى بعد زرعه اربعة وعشرين ساعة سقية متوسطة ثم يترك الى ان ينبت ويطلع وينمو ويجعل له القصب الذى طوله ذراعان ويغوص فى الارض منه اربع اصابع اعنى من القصب لينبت به البطيخ فى نشوه وذهابه على الارض ومتى اريد زرعه فى ارض يابسة فان هذا لا يكون الا فى ارض مكة الغالب عليها الرمل فقد يجوز ان يزرع فيها وهى يابسة لكن الوجه فى زرع البطيخ فى مثل هذه ان يحفر فيها الحفائر ويجعل البزر فيها ويغطى بالتراب وينبغى ان يزرعه رجلان واحد يحفر والثانى يزرع والثالث يغطيه واذا فرغوا تركوه حتى يمضى عليه ليلة وذلك ان سبيله ان يزرع فى اخر النهار الى ان لا يبقى من الضوء شئ فيترك ليلة فاذا كان قبل طلوع الشمس بساعة فليسق عليه الماء ولا يغمر بالماء فوق مواضع الحب بل يكون بمقدار ما يبلغ الى اخر الحفائر التى فيها البزور ويتركها شيئا يسيرا ويترك على هذه اربعة ايام ثم يسقى اخرى يعلو لما فوق الحب بمقدار ما يصلح ان يعلو بحسب ما يرى الفلاح وعلى مقدار الارض فاذا نبت فليجعل لما يزرع فى اذار ونسان وقيل ذلك فى شباط الاخصاص فاذا نبت وتمكن فى نباته فليدخل بالليل فيما بينه رجلان او ثلاثة معهم هوارى القصب وفيها النار تشعل كانهم يريدون ان يروا انسانا بتلك النار فلا يزالون فى ايديهم الهوارى من ناحية نبات البطيخ وهم مارون لا يلبثون فانهم اذا ذهبوا او جاؤا وداروا على ذلك مرارا كان ذلك منعشا للنبات ودافعا عنه كثيرا من الافات وخاصة الكلب المسمى كروسقنا فانها دودة سمحة الخلقة متوسطه اذا علقت بالبطيخ كانت اسرع فيه من القمل واهلك فانه اذا علق بجانب من القراح اهلك جميع ما فيه من البطيخ فينبغى ان يبادر الفلاحون بلقط ما فيه من البطيخ فانه ياكله وقت ظهوره اذا نبت البطيخ وهو انما يتولد من رطوبة حب البطيخ ويزرع كما وصفنا فى حفائر الا الفم الاول منه فانه يزرع نثرا متفرقا ويغطى بالتراب تغطية كثيرة حتى يثبت التراب لكثرته فوقه اذا سقى ثم يسقى بعد ساعة من زرعه سقية متوسطة فاذا كان من الغد مثل ذلك الوقت فليتحرا فاذا جاوز الوقت بساعتين او ثلاثه فليسق للسقية الثانية ثم يترك اربعة ايام ثم يسقى سقية اروى من السقيتين الاوليين ثم يسقى على العادة وهذا عام لجميع أنواع البطيخ اعنى هذا التدبير من السقى والزرع قبله الا الفم الاول وهو البطيخ اللطاف وهو اول بطيخ يظهر فى اقليم بابل فى اخر نيسان ومن اول ايار فانه يخالف غيره وهذا الفم الاول اذا زرع فانه يزرع فى وقت بارد وهو فى نفسه ضعيف فسبيله ان يضرب حوله الاخصاص ويغطى بالبوارى ليوقيه من برد الزمان وهكذا يعمل بغيره مما يزرع فى الحر لتقيه البوارى من الحر فاذا نبت هذا وصار على ثمانية اوراق والى عشر فليشيل (؟) منه من الطاقات ما كان رقيقا ضعيفا فيسر بعد سقى الماء سقيا كثيرا جدا فيحول ويغرس ويترك ما كان طاقا قويا حتى ينشأ فى موضعه فانه اذا ترك نمى وكبر فهكذا يعمل بالفم الاول من البطيخ فاما الزروع بعده فانه يحول كله ويغرس غرسا ولا ينبغى ان يقلع ثم يوضع فى موضع ثم يغرس كغرس الارز فى وقت القلع بلا تاخر لحظه فان اخر بطل بل يبادر قالعه فيغرسه فى موضع مغرسه او يدفعه لآخر ويغرسه للوقت فى موضع اخر ويرسل الماء فى اصوله ومن الناس من يوقف الماء فى مجاريه بالغا الى دون موضع يغرس البطيخ بثلاثة اصابع او اصبعين ثم يغرس المحول فى مثل هذا فاذا فرغ من غرسه تركه حتى يصل ندى الماء الى الاصول المغروسه فاذا كان من الغد فى مثل ذلك الوقت سقاه سقية واحدة جيدة فان هذا العمل جيد للبطيخ الا ان البطيخ لا يعمل به هكذا الا مرة واحدة وهو وقت زرعه فاما اذا سقى ثانية فليسق من الماء ما يبلغ الى اصوله فيقوم غرسه وتمام غرسه مذكور مع علله وافاته فى الفلاحة النبطية لابن وحشية ونقلت من كنز الاختصاص انك اذا اردت زرع البطيخ انقع لبه فى عسل مخلوطا بحليب البقر ثم ازرعه فانه ياتى فى غاية الحلاوة واذا دفنت فى مزرعته راس حمار دفع عنه الافات وزعم السحرة ان حب البطيخ اذا زرع منه شئ فى جمجمة انسان وغطى بالتراب ثم دفنت الجمجمة فى الارض وسقيت بالماء دائما على ما يسقى البطيخ يخرج من ذلك الحب اصل وان ذلك الاصل يحمل بطيخا من اكل منه لم يضره ولم ينفخه ولم يرطب معدته وزاد فى ذكائه وجودة فكره ومعرفته وان حب هذا البطيخ وقشره اذا جففا وطحنا وطلى بها الوجه حسنه واظهر فيه لونا حسنا واحدث فيه رونقا وبهاء وفيه خواص كثيرة نافعة وصارة يتصرف فيها السحرة بسحرهم
Page 43