214

Fajr Satic

الفجر الساطع على الصحيح الجامع

...فأخذ رسول الله صلى الله عليه الكتاب، وليس يحسن يكتب، فكتب إلخ: تمسك بظاهر هذه الرواية الباجي(5) ، فادعى أن النبي - صلى الله عليه وسلم -كتب بيده بعد أن لم يكن يحسن يكتب، وشنع عليه علماء الأندلس في زمانه، وقالوا فيه ما قالوا، والجمهور على أنه - صلى الله عليه وسلم - لم يكتب قط، وأن الكاتب في قصة الحديبية إنما هو علي كما صرح به المسور(1)، والنكتة في قوله: "فأخذ الكتاب وليس يحسن يكتب"، لبيان أن قوله: " أرني إياها"، أنه ما / احتاج أن يريه موضع الكلمة التي امتنع علي من محوها إلا لكونه كان لا يحسن الكتابة، وقوله بعد ذلك: "فكتب"، فيه حذف تقديره: فمحاها وأعادها لعلي فكتب، وبهذا جزم ابن التين، أو أطلق كتب بمعنى أمر بالكتابة، وهو كثير كقوله: كتب إلى قيصر وكسرى، قاله ابن حجر(2) كالقسطلاني(3)، وراجع ما كتبناه في الصلح ولابد(4).

Page 32