و«لايف»
أو في روايات «برنارد شو»
Bernard shaw
الذي يجد أن انتحال الشخصيات والأوضاع عمل أسهل وأربح بكثير جدا من أية محاولة للنظر إلى تقدم الإنسانية نظرة جدية.
وكذلك يوجد كثير من الاتهامات أكثر خلوا من الغرض وقائمة على اعتبارات جوهرية تقول بأن البناء مصدع بدرجة لا تدع مجالا لإصلاحه، فنجد أن «أزفالد سبنجلر»
Oswald Spengler
2
يصرح علنا بالسقوط النهائي للمدنية الغربية، مع أنه ليس من الصعب أن نبرهن على أن مراثيه المحزنة مبنية على جهل فاضح بحقيقة التقدم الإنساني، فإنه يلاحظ أن «سبنجلر» يشير إلى المدنية المصرية القديمة بتوسع في كتابته، فلو كان لديه علم كاف بهذه المدنية لما وجد فيها سندا لنتائجه التشاؤمية، فإن المدهش العجيب هو أن نجد مخلوقا ناهضا من الوحشية الحيوانية يرتقي إلى درجة تجعله يبتدئ هذا الانتقال العظيم؛ ولذلك يجب ألا نقلق كثيرا إذا رأينا هذا الإنسان يتردد تارة أو يضل أخرى حينما يخطو متقدما إلى الأمام في سبيل الارتقاء بهذا الانتقال.
على أن ذوي العقول الرزينة جميعهم يقفون في حيرة مؤلمة، بينما يطرح بعضنا ثوب الأوهام جملة، عند تأمل حال الإنسان الحديث وقد استولت عليه قوة التخريب التي وضعها في يده العلم الحديث بما وصل إليه من المقدرة والتفنن في صنع الآلات الحربية.
والواقع أن رجال العلوم الطبيعية يهتمون أيما اهتمام بأن قوة الإنسان، المنشئة منها والمخربة، في تقدم مستمر منذ أزمنة سحيقة، وبخاصة بعد أن كشف أخيرا عن «رجل بكين» الذي يحتمل أن يرجع زمنه إلى نحو مليون من السنين الماضيات؛ إذ قد اتضح أنه لم يكن في قدرته أن يوقد النار فحسب (أي إنه أقدم مثل معروف لإشعال الإنسان للنار)، بل إنه أيضا «صنع الأسلحة من الحجر»، وبذلك صرنا نعتبره أول بشر معروف لنا كان في قدرته صنع الأسلحة في عالم الوجود.
Unknown page