222

Al-īmān biʾl-yawm al-ākhir wa-atharuhu ʿalā al-fard waʾl-mujtamaʿ

الإيمان باليوم الآخر وأثره على الفرد والمجتمع

Genres

٤ - الإنكار بذريعة إعادة الموتى، قال تعالى: ﴿وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ مَا كَانَ حُجَّتَهُمْ إِلَّا أَنْ قَالُوا ائْتُوا بِآبَائِنَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (٢٥)﴾ [الجاثية:٢٥].
فأخبر المولى جل وعلا، بأنهم إذا تليت عليهم الآيات، واستدل عليهم بها وتبين لهم الحق، وأن الله قادر على إعادة الأبدان بعد فنائها وتفرقها، ﴿مَا كَانَ حُجَّتَهُمْ) أي: إنكارهم للبعث، ﴿إِلَّا أَنْ قَالُوا ائْتُوا بِآبَائِنَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ﴾ أي: أحيوهم إن كان ما تقولونه حقًا، ليشهدوا لنا بصحة البعث فرد الله تعالى عليهم فقال: ﴿قُلِ اللَّهُ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يَجْمَعُكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَا رَيْبَ فِيهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (٢٦)﴾ [الجاثية:٢٦].
وهذه شبهة ضعيفة جدًا، بل ساقطة، لأنه ليس كل ما لا يحصل في الحال وجب أن يكون ممتنع الحصول، فإن حصول كل واحد منا كان معدومًا من الأزل إلى الوقت الذي حصلنا فيه، ولو كان عدم الحصول في وقت معين يدل على امتناع الحصول، لكان عدم حصولنا كذلك، وذلك باطل بالاتفاق (^١)
ولقد وقعت تلك الشبهة ذريعة لإنكار المعاد، فلو قام النبي ﷺ بإحياء أقارب الكافرين، لجاءته الطلبات تترى من كل حدب وصوب، ولعلق كل إنسان إيمانه بالمعاد بإحياء شخص من ذويه (^٢).
٥ - قال منكرو البعث:
الموت بارد يابس، والحياة طبعها الرطوبة والحرارة، فإذا حل الموت بالجسم لم يمكن أن تحل فيه الحياة بعد ذلك بالتضاد ما بينهما.

(^١) الرازي: مفاتيح الغيب، دار إحياء التراث العربي - بيروت، ط ٣ ١٤٢٠ هـ (٢٧/ ٦٧٩).
(^٢) السبحاني: مفاتيح القرآن، مؤسسة الإمام الصادق، دون ذكر رقم الطبعة وتأريخها (٨/ ٤٣).

1 / 222