99

Fahm Quran

فهم القرآن ومعانيه

Investigator

حسين القوتلي

Publisher

دار الكندي

Edition Number

الثانية

Publication Year

١٣٩٨

Publisher Location

دار الفكر - بيروت

وَكَذَلِكَ إِذا أَرَادَ الله جلّ وَعز وَقت كَون الشَّيْء وَأنزل ظَاهر القَوْل على الْإِرَادَة فَقَالَ جلّ من قَائِل ﴿وَإِذا أردنَا أَن نهلك قَرْيَة﴾ يَعْنِي الْوَقْت الَّذِي أردنَا من قبل إِذا جَاءَ الْوَقْت أهلكناها فِيهِ فَإِنَّمَا أَرَادَ بقوله ﴿وَإِذا أردنَا﴾ إِذا كَانَ الْوَقْت الَّذِي أردنَا أَن نهلكهم فِيهِ لَا على البدء مِنْهُ بِإِرَادَة أُخْرَى وَأَرَادَ تكوين الشَّيْء إِلَى وَقت مَعْلُوم لم يزل يُرِيد أَن يكونه فِيهِ فَلم يزل مرِيدا الْهَلَاك للقرى فِي الْأَوْقَات الَّتِي يهلكها فِيهَا فَإِذا أهلكها فبإرادة مُتَقَدّمَة مِنْهُ بهلاكها فِي تِلْكَ الْأَوْقَات الَّتِي أخر هلاكها إِلَيْهَا وبإرادة لم تزل أخر هَلَاك الْقرى إِلَى الْوَقْت الَّذِي لم يزل يُرِيد أَن يهلكها فِيهِ السّمع وَالْبَصَر وَكَذَلِكَ قَوْله ﷿ ﴿إِنَّا مَعكُمْ مستمعون﴾ لَيْسَ مَعْنَاهُ إِحْدَاث سمع وَلَا تكلّف لسمع مَا يكون من الْمُتَكَلّم فِي وَقت كَلَامه وَإِنَّمَا معنى ﴿إِنَّا مَعكُمْ مستمعون﴾ ﴿وسيرى الله عَمَلكُمْ﴾ أَي المسموع والمبصر لن يخفى

1 / 344