Fahm Fahm
فهم الفهم: مدخل إلى الهرمنيوطيقا: نظرية التأويل من أفلاطون إلى جادامر
Genres
ويشتمل وجودنا ككائنات على موقفنا وموقعنا، وعلى أدوات في متناول أيدينا نتناول بها العالم ونفصح عنه، وعلى «فهمنا المسبق» للعالم.
ونحن نتشارك في العالم ونتقاسمه من خلال «رموز» عامة أو «علامات مشتركة»، ومن المتعذر أن نشارك أي شخص واقعه إلا من خلال «وساطة» عالمنا الرمزي - أي من خلال «نص» من صنف ما، ولكل «نص
Text » سياق
Context
أو سياقات في واقع الأمر، ومن جهة أخرى، وعلى حد قول جادامر في «الحقيقة والمنهج» فإنه «بفضل الطبيعة اللغوية لكل تفسير (تأويل) فإن كل تفسير ينطوي على إمكان نشوء علاقة مع الآخرين، فما من قول أو حديث إلا وهو يربط بين المخاطب والمخاطب»، عندما يفهم المرء شخصا آخر فإنه يتمثل قوله حتى ليصبح هذا القول قول المرء نفسه، ويعيش أطول أمد ممكن في سياقات المرء ورموزه.
وعالمنا الرمزي ليس منفصلا بأية حال عن وجودنا، وبخاصة عالمنا اللغوي: نحن لغة؛ بمعنى أن ما يميزنا كأشخاص هو أننا موجودات واعية بذاتها، أي إن بوسعها أن تعرف نفسها رمزيا وأن تنعكس على نفسها تأمليا، «اللغة تقول الإنسان» (هيدجر)، نحن لسنا موجودات تستخدم الرموز بل موجودات مشيدة بهذا الاستخدام مجبولة به، يترتب على ذلك أن كل خبرة هي قابلة للإفصاح من حيث المبدأ، قابلة للتجسد الرمزي، فهي تجلب لنا إلى الوجود من خلال تمثلها الرمزي، وكما لاحظ بول ريكور في «الفينومينولوجيا والهرمنيوطيقا» - ف«أن تجلب الخبرة إلى اللغة ليس تغييرا لها إلى شيء آخر، بل أنت بنطقها وإنمائها إنما تجعلها تصبح ذاتها.» ويترتب أيضا أن الوجود والمعنى، بالنسبة للموجودات البشرية، هما على نفس المكانة وبنفس المنزلة رغم أن الترميز (أو الدلالة) لا يستنفد الخبرة كلها، لا يقولها بأكملها.
ورغم أن الخبرة تمثل لنا من خلال «الدلالة»
Signification
فإن الخبرة ليست مجرد لغة أو مجرد أنساق دالة بصفة عامة، الخبرة سابقة على عملية الدلالة، وإن تكن الدلالة هي التي تأتي بالخبرة إلى حيز المعنى، وفي حين أن الدلالة تجعل الخبرة تصبح ذاتها فإن هناك فائضا من المعنى للوجود، إنه فائض يروغ من النطق ويفلت من شبكة اللغة، ومن ثم فهناك دائما شيء «بين السطور»، شيء «على طرف اللسان»، شيء لا يقال ويوشك أن يقال، وهناك دائما حاجة إلى «الاستعارة»
Metaphor
Unknown page