آلاف فارس، وهي نوبة الروم (^١)، ودخول الملك الظاهر إليها، وتغرّره بالتجاسر عليها.
ولم يقدم أحد من الأمراء ولا الملك الظاهر على خوض الفرات إلى التتار إلاّ مولانا السلطان وتابعه الناس أول (^٢) فأوّل، وكان عليه في الاقتداء بالتجاسر المعوّل.
هذه وقعات التتار مع المسلمين، وأين وأين، ولا أثر بعد عين. وأين العشرات من المئين (^٣) والألوف، وأين مواطن الأمن من الموطن المخوف. وأين الذّرّة من القنطار، وأين ارتكاب الحذر من ارتكاب ذوي الأخطار، لم يسمع بمثل هذا الجيش الذي عالجه مولانا السلطان وعاجله، وناجزه وما أجّله. / ٥٦ ب / وكاثره وما كابره، وساوره وما شاوره.
[التهنئة بنصرة السلطان]
وفي هذه النصرة يقول الصدر فتح الدين بن عبد الظاهر مادحا لمولانا السلطان ومهنّئا له بهذه النصرة:
الله أعطاك لا زيد ولا عمرو ... هذا العطاء وهذا الفتح والنصر
هذا المقام الذي لو لم تحلّ به ... لم يبق - والله - لا شام ولا مصر
من ذا الذي كان يلقى العدوّ كذا ... أو يدّرع لأمة ما لامها الصبر
يا أيها الملك المنصور قد كسرت ... جنودك المغل كسرا ما له جبر
واستأصلوا شأفة الأعداء وانتصروا ... لمّا ثبتّ وزال الخوف والذّعر