الدين سنجر (^١) الحلبيّ، / ١٥ ب / والأمير بدر الدين بيسري الشمس، والأمير شمس الدين سنقر الأشقر (^٢)، والأمير علاء الدين طيبرس الوزيري (^٣)، والأمير عزّ الدين أيبك الأفرم، والأمير بدر الدين بيليك الأيدمري، والأمير بدر الدين بكتاش أمير سلاح (^٤)، والأمير شمس الدين سنقر المسّاح، والأمير سيف الدين بلبان المستعربي، والأمير شجاع الدين طغريل الشبلي، كلّ هؤلاء كانوا أمراء صالحيّين جالسين بدركاه (^٥) القصر الأبلق (^٦) الظاهري بدمشق المحروسة قبل العصر وقت الخدمة وهم ميمنة وميسرة، ومعهم من الأمراء الناصرية والظاهرية جملة كبيرة. ومماليك الملك السعيد، بأعلا (^٧) هذا القصر عنده في رقص ورهج يسمع من بعيد، فكيف من قريب.
واتّفق أنّ أحد مغاني العرب الشعراء الذين في الخدمة سكر وعربد، فأنزل، وخرج من باب القصر وهو يتمايل، وكاد (أن) (^٨) يتعلّق بمولانا السلطان فما مكّن، وحصلت أنفة من مثل ذلك / ١٦ أ / وتغيّر ظهر على مولانا السلطان وعلى أولئك. فقام منصرفا من الخدمة بغير دستور، وتبعته الأمراء وتسايروا، (وتساوروا) (^٩) وتشاوروا، وما تساوروا.
فلمّا بلغ الملك السعيد انصرافهم على هذه الصورة، وظهور قضيّتهم التي كان في الظّنّ أنها مستورة. وأنّ سبب هذه القضيّة أحد شعرائهم ﴿وَالشُّعَراءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغاوُونَ﴾ (^١٠)، فجرأته بغيبة ذهنه على الأمراء لا بل هم الملوك الحاضرون.
فبادر الملك السعيد قاصدا القلعة، وشارع مستدركا فارط تلك الشناعة لا بل الشنعة. وحضر مولانا السلطان هو والأمراء المذكورون ثاني هذا اليوم إلى قلّة قلعة