al-faḍāʾil
الفضائل
عني فأتاني منكر بأعظم منظر وأوحش شخص وبيده عمود من الحديد لو اجتمعت عليه أهل الثقلين ما حركوه من ثقله فروعني وأزعجني وهددني ثم إنه قبض بلحيتي وأجلسني ثم إنه صاح بي صيحة لو سمعها أهل الأرض لماتوا جميعا ثم قال لي يا عبد الله أخبرني من ربك وما دينك ومن نبيك وما أنت عليه وما قولك في دار الدنيا فاعتقل لساني من فزعه وتحيرت في أمري وما أدري ما أقول وليس في جسمي عضو إلا فارقني من الفزع وانقطعت أعضائي وأوصالي من الخوف فأتتني رحمة من ربي فأمسك بها قلبي وأطلق بها لساني فقلت له يا عبد الله لم تفزعني وأنا مؤمن أعلم أني أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ص وأن الله ربي ومحمدا نبيي والإسلام ديني والقرآن كتابي والكعبة قبلتي وعليا إمامي والمؤمنين إخواني وأن الموت حق والسؤال حق والصراط حق والجنة حق والنار حق وأن الساعة @QUR@ لا ريب فيها وأن الله يبعث من في القبور فهذا قولي واعتقادي وعليه ألقى ربي في معادي فعند ذلك قال لي الآن أبشر يا عبد الله بالسلامة فقد نجوت ومضى عني وأتاني نكير وصاح بي صيحة هائلة أعظم من الأولى فاشتبكت أعضائي بعضها في بعض كاشتباك الأصابع ثم قال هات الآن عملك يا عبد الله فبقيت حائرا متفكرا في رد الجواب فعند ذلك صرف الله عني شدة الروع والفزع وألهمني حجتي وحسن اليقين والتوفيق فقلت عند ذلك يا عبد الله رفقا بي ولا تزعجني فإني قد خرجت من الدنيا وأنا أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله وأن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب والأئمة الطاهرين من ذريته أئمتي وأن الموت حق والصراط حق والميزان حق والحساب حق ومساءلة منكر ونكير حق والبعث حق وأن الجنة وما وعد الله من النعيم حق وأن النار وما وعد الله فيها من العذاب حق
عبد الله أبشر بالنعيم الدائم والخير المقيم ثم إنه أضجعني وقال نم نومة العروس ثم إنه فتح لي بابا من عند رأسي
Page 90