379

Faḍāʾil al-Thaqalayn min kitāb Tawḍīḥ al-Dalāʾil ʿalā Tarjīḥ al-Faḍāʾil

فضائل الثقلين من كتاب توضيح الدلائل على ترجيح الفضائل‏

Genres

من أسرع الناس إليك، وإلا فإنه ليس لك ولأصحابك إلا السيف، فو الذي لا إله غيره لنطلبن قتلة عثمان في الجبال والرمال، والبر والبحر، حتى يقتلهم الله تعالى، أو لتلحقن أرواحنا بالله تعالى والسلام. (1) ثم دفع الكتاب إلى أبي مسلم الخولاني فقدم به الكوفة، فكتب في جوابه: «من عبد الله علي أمير المؤمنين إلى معاوية بن أبي سفيان. أما بعد، فإن أخا خولان قدم علي بكتاب منك، تذكر فيه محمدا (صلى الله عليه وآله) وما أنعم الله عليه من الهدى والوحي، فالحمد لله الذي صدقه الوعد، وتمم له النصر، ومكن له في البلاد، وأظهره على أهل العداوة والشنآن من قومه الذين وثبوا به، وشنفوا له، وأظهروا له التكذيب، وبارزوه بالعداوة، وظاهروا على إخراجه، وعلى إخراج أصحابه، وألبوا عليه العرب، وجامعوه على حربه، وجهدوا عليه وعلى أصحابه كل الجهد، وقلبوا له الأمور حتى ظهر أمر الله وهم كارهون، وكان أشد الناس عليه أسرته، والأدنى فالأدنى من قومه، إلا من عصم الله منهم.

يا ابن هند، فلقد خبأ لنا الدهر منك عجبا! ولقد أقدمت فأفحشت، إذ طفقت تخبرنا عن بلاء الله تبارك وتعالى في نبيه محمد (صلى الله عليه وآله) وفينا، فكنت في ذلك كجالب التمر إلى هجر، أو كداعي مسدده إلى النضال، وذكرت أن الله اجتبى له من المسلمين أعوانا ايدهم به، فكانوا في منازلهم على قدر فضائلهم في الإسلام، وكان أفضلهم في الإسلام، وأنصحهم لله ولرسوله الخليفة الصديق، وخليفة الخليفة الفاروق، ولعمري إن مكانهما في الإسلام لعظيم، وإن المصاب بهما لجرح في الإسلام لشديد، يرحمهما الله وجزاهما بأحسن ما عملا، غير أنك ذكرت أمرا إن تم اعتزلك كله، وإن نقص لم يلحقك ثلمه، وما أنت والصديق! وما أنت والفاروق! وذكرت أن عثمان كان في الفضل ثالثا، فإن يك عثمان محسنا فسيلقى ربا غفورا لا يتعاظمه ذنب يغفره.

ولعمري لأرجو إذا أعطى الله الناس على قدر فضائلهم في الإسلام، ونصيحتهم لله ولرسوله، أن يكون نصيبنا في ذلك الأوفر (2).

ثم ما أنت والتمييز بين المهاجرين الأولين، وترتيب درجاتهم، وتعريف طبقاتهم، هيهات

Page 409