371

Faḍāʾil al-Thaqalayn min kitāb Tawḍīḥ al-Dalāʾil ʿalā Tarjīḥ al-Faḍāʾil

فضائل الثقلين من كتاب توضيح الدلائل على ترجيح الفضائل‏

Genres

يا بني، لا يكبر عليك الظلم ممن ظلمك، فإنه إنما يسعى في مضرة نفسه ونفعك، وليس جزاء من سرك السوء.

يا بني، ذك قلبك بالأدب، كما تذكى النار بالحطب، ولا تكن كحاطب الليل وغثاء السيل، إياك وكفر النعمة، فإن كفر النعمة لؤم، وصحبة الجاهل شؤم.

أي بني، ليس كل طالب يصيب، ولا كل راكب يؤب، ومن الفساد إضاعة الزاد، ومن جاد ساد، ومن تفهم ازداد، ولقاء أهل الخير عمارة القلوب.

أي بني، إن قارفت سيئة فعجل محوها بالتوبة، ولا تخن من ائتمنك وإن خانك، ولا تذع سره وإن أذاع سرك، خذ بالفضل وأحسن البذل، وقل للناس حسنا، وإن كلمة الحكمة جامعة، أن تحب للناس ما تحب لنفسك وتكره لهم ما تكره لها، ومن الكرم الوفاء بالذمم وصلة الرحم، ومن يثق بك أو يرجو صلتك إذا قطعت رحمك؟ ولا تتخذ عدو صديقك صديقا فتعادي صديقك، ولا تعمل بالخديعة فإنها خلق لئيم، امحض أخاك النصيحة حسنة كانت أو قبيحة، وساعده على كل حال، وزل معه حيث ما زال، ولا تطلبن مجازاة أخيك وإن حثا التراب بفيك، وجد على عدوك بالفضل، فإنه أحرى للظفر، ولن لمن غالظك فإنه يوشك أن يلين لك.

يا بني، ما أقبح القطيعة بعد الصلة، والجفاء بعد الإخاء، والعداوة بعد المودة، والخيانة لمن ائتمنك، والخضوع عند الحاجة، والجفاء عند الغني!!

أي بني، إنما لك من دنياك ما أصلحت مثواك، فانفق في حق ولا تكن خازنا لغيرك، وإن كنت جازعا على ما فعلت من يديك فاجزع على كل ما لم يصل إليك، واستدلل بما لم يكن على ما كان، فإن الأمور أشباه، ونعم التخلق التكرم، وألأم اللؤم البغي عند القدرة، وما أقرب النعمة على أهل البغي، وأخلق من غدر أن لا يوفي له، والحياء سبب إلى كل جميل، أحسن إن أحببت أن يحسن إليك، وعجل الخير فإنك ليس كل ما أردته قدرت عليه، وأخر الشر فإنك إذا شئت لعجلته، ليس كل من طلب وجد، ولا كل من توقى نجا، احتمل أخاك على ما فيه، ولا تكثر العتاب فإنه يورث الضغينة، ويجر إلى البغيضة.

أي بني، من كابر الزمان عطب، ومن نقم عليه غضب، وليس مع الاختلاف ائتلاف، ومن

Page 401