Fadail Thaqalayn
فضائل الثقلين من كتاب توضيح الدلائل على ترجيح الفضائل
Genres
لينصرف، فقال له ابنه عبد الله: إلى أين ؟ قال: أذكرني علي كلاما قاله رسول الله (صلى الله عليه وآله)، قال: كلا، ولكنك رأيت سيوف بني هاشم حدادا يحملها رجال شداد! قال له: ويلك أمثلي يعير بالجبن؟ هلم الرمح، وأخذ الرمح وحمل في أصحاب علي، فقال علي (عليه السلام):
«أفرجوا للشيخ، فإنه محرج» فشق الميمنة والميسرة والقلب، ثم رجع، وقال لابنه: لا أم لك، أيفعل هذا جبان؟ وانصرف.
وقامت الحرب على ساق، وبلغت النفوس إلى التراق، فأفرجت عن ثلاثة وثلاثين ألف قتيل، وقيل: سبعة عشر ألفا، وفيه اختلاف، فيهم من الأزد أربعة آلاف، ومن ضبة ألف ومائة، وباقيهم من سائر الناس، كلهم من أصحاب عائشة، وقتل فيها من أصحاب علي (عليه السلام) نحو من ألف رجل، وقيل أقل، وقطع على خطام الجمل سبعون يدا من بني ضبة، كلما قطعت يد رجل أخذ الزمام آخر، وهم ينشدون:
ونحن بنو ضبة أصحاب الجمل
ننازل الموت إذا الموت نزل
والموت أشهى عندنا من العسل ~
انتهى كلامه (1).
818 قال الشيخ الإمام جمال الدين عبد الله اليافعي: وبلغت القتلى يومئذ ثلاثة وثلاثين ألفا، على ما ذكر أهل التواريخ، كل ذلك وعائشة راكبة على الجمل، فأمر علي (عليه السلام) بعقر ذلك الجمل المسمى بعسكر، فخمد الشر عند ذلك، وظهر علي وانتصر، ثم جاء علي إلى عائشة فقال: «غفر الله لك» فقالت: ولك، ملكت فأسجح، فما أردت إلا الإصلاح، فبلغ من الأمر ما ترى! فقال: «غفر الله لك» فقالت: ولك، ثم أمر معها عشرين امرأة من ذوات الشرف والدين من أهل البصرة يمضين معها إلى المدينة، وأنزلها في دار وأكرمها.
وقتل ذلك اليوم طلحة بن عبيد الله القرشي التيمي، قيل: رماه مروان بن الحكم. والله سبحانه أعلم، مع أنه كان معهم ومن حزبهم لا من حزب علي (عليه السلام)، لكن قيل: رماه من أجل ضغن كان في قلبه منه.
Page 283