Fadail Thaqalayn
فضائل الثقلين من كتاب توضيح الدلائل على ترجيح الفضائل
Genres
واعلم أن «النظير» في اللغة هو الشبه والمثل، ويكون في الأشكال والأخلاق والأفعال، والعرب تشبه الشيء بالشيء من جهة ما وإن خالفه في باقي الوجوه، فلا يلزم المشبه موافقة المشبه به في جميع الأحوال.
ولا يخفي أن مولانا أمير المؤمنين قد شابه النبي (صلى الله عليه وآله) في كثير، بل في أكثر الخصال الرضية والفعال الزكية وعاداته وعباداته وأحواله العلية، وقد صح ذلك له بالأخبار الصحيحة والآثار الصريحة، ولا يحتاج إلى إقامة الدليل والبرهان، ولا يفتقر إلى إيضاح حجة وبيان.
وقد عد بعض العلماء بعض الخصال لأمير المؤمنين علي التي هي فيها نظير سيدنا النبي الأمي، فقال: هو نظيره (صلى الله عليه وآله) من وجوه:
نظيره في الأصل، بدليل شاهد النسب الصريح بينهما بلا ارتياب.
ونظيره في الطهارة بدليل قوله تعالى: إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس (1).
ونظيره في أنه ولي الأمة، بدليل قوله تعالى: إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون (2).
ونظيره في الأداء والتبليغ، بدليل الوحي الوارد عليه يوم إعطاء سورة براءة لغيره، فنزل جبرئيل وقال: «لا يؤديها إلا أنت، أو من هو منك» فاستعادها منه، فأداها علي (عليه السلام) بوحي الله في الموسم.
ونظيره في كونه مولى الأمة، بدليل قوله (صلى الله عليه وآله): «من كنت مولاه فعلي مولاه».
ونظيره في مماثلة نفسيهما، وإن نفسه قامت مقام نفسه، وإن الله أجرى نفس علي مجرى نفس النبي (صلى الله عليه وآله) فقال: فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم (3).
ونظيره في فتح بابه من المسجد كفتح باب رسول الله (صلى الله عليه وآله) وجواز دخوله المسجد
Page 264