بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم رب يسر وأعن أخبرنَا شَيخنَا الإِمَام الْعَالم الْفَاضِل قدوة الْمُحدثين الْحَافِظ قطب الدّين أَبُو بكر مُحَمَّد بن الشَّيْخ الإِمَام الْقدْوَة كَمَال الدّين أبي الْعَبَّاس احْمَد بن عَليّ الْقُسْطَلَانِيّ فسح الله فِي مدَّته ونفع الْمُسلمين ببركته قِرَاءَة عَلَيْهِ وَنحن

1 / 29

نسْمع قَالَ الْحَمد لله رَافع منار الْعلم وجاعله عصمه للأنام ومشرف أَهله بعد إِذْ جعلهم أوعيه لحفظ الْأَحْكَام يَنْقُلهُ خَلفهم عَن سلفهم على ممر الْأَيَّام ويحفظونه من التمويه والتحريف والأوهام وَصلى الله على سيدنَا مُحَمَّد خَاتم الْمُرْسلين وَخير الْأَنَام وعَلى آله وَصَحبه البررة الْكِرَام وَبعد فَإِن علم الْأَثر أشرف الْعُلُوم فِي الْمعَاد وأرجاها عِنْد رب الْعباد وَله أَئِمَّة وَجها بذة ونقاد عدلوا رِجَاله وجرحوا وشرحوا أَلْفَاظه وأوضحوا فَكَانَ من أَجلهم تأليفا الإِمَام أَبُو عِيسَى التِّرْمِذِيّ اشْتَمَل كِتَابه على فقه الحَدِيث وَعلله وَبَيَان الْمَجْرُوحين من رِجَاله وتعديل نقلته وَلأبي عِيسَى فَضَائِل تجمع وتروى وَتسمع وَكتابه أحد الْكتب الْخَمْسَة الَّتِي اتّفق أهل الْحل وَالْعقد وَالْفضل والنقد من الْعلمَاء وَالْفُقَهَاء وحفاظ الحَدِيث النبهاء على قبُولهَا وَالْحكم بِصِحَّة أُصُولهَا وَمَا ورد فِي أَبْوَابهَا وفصولها فَجمعت فِي هَذِه الأوراق فَضَائِل جَامعه وَبَيَان طرقه وتاريخ وَفَاته وَشَرطه فِيهِ وَتَعْيِين رُوَاته وَجعلت ذَلِك من رِوَايَة الشَّيْخ الإِمَام الْعَلامَة فَخر الْحفاظ قطب الدّين أبي بكر مُحَمَّد بن الشَّيْخ الإِمَام الْعَالم علم الزهاد أبي الْعَبَّاس احْمَد بن عَليّ الْقُسْطَلَانِيّ فسح الله فِي مدَّته فَكنت فِي ذَلِك كجالب التَّمْر لهجر فقه النُّعْمَان لزفَر أَو معلم لَيْث بني غَالب النزال معرف البُخَارِيّ أَسمَاء الرِّجَال جعلنَا الله من أبرار

1 / 30

الْمُتَّقِينَ وخدم الْآثَار الموفقين إِنَّه ولي ذَلِك والقادر عَلَيْهِ بمنه وَكَرمه أخبرنَا أَبُو الْقَاسِم الْحُسَيْن بن هبة الله بن مَحْفُوظ الدِّمَشْقِي فِي كِتَابه إِلَى مِنْهَا قَالَ أنبأ أَبُو الْقَاسِم عَليّ بن الْحسن الدِّمَشْقِي الْحَافِظ بِقِرَاءَة أخي الْحَافِظ أبي الْمَوَاهِب عَلَيْهِ وَأَنا أسمع بِدِمَشْق فَقَالَ أنبأ الْمُبَارك بن أَحْمد الْأنْصَارِيّ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ بِبَغْدَاد قَالَ أنبأ مُحَمَّد بن طَاهِر أَبُو الْفضل الْحَافِظ قَالَ أنبأ الْحسن بن احْمَد أَبُو مُحَمَّد السَّمرقَنْدِي مناولة قَالَ أنبأ أَبُو بشر عبد الله بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَمْرو قَالَ أنبأ أَبُو سعد عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد الإدريسي الْحَافِظ قَالَ مُحَمَّد بن عِيسَى بن سُورَة بن مُوسَى بن الضَّحَّاك السّلمِيّ التِّرْمِذِيّ الْحَافِظ الضَّرِير أحد الأئمه الَّذين يقْتَدى بهم فِي علم الحَدِيث ﵁ صنف كتاب الْجَامِع والتواريخ والعلل تصنيف رجل عَالم متقن كَانَ يضْرب بِهِ الْمثل فِي الْحِفْظ قَالَ الإدريسي سَمِعت أَبَا بكر مُحَمَّد بن احْمَد بن الْحَارِث الْمروزِي الْفَقِيه يَقُول سَمِعت احْمَد بن مُحَمَّد بن عبد الله بن دَاوُد الْمروزِي يَقُول سَمِعت أَبَا عِيسَى مُحَمَّد بن عِيسَى الْحَافِظ يَقُول كنت فِي طَرِيق مَكَّة وَكنت قد كتبت جزءين من أَحَادِيث شيخ فَمر بِنَا ذَلِك الشَّيْخ فَسَأَلت عَنهُ فَقَالُوا فلَان فَذَهَبت إِلَيْهِ وَأَنا أَظن أَن الجزءين معي وحملت معي فِي محملي جزءين كنت ظَنَنْت أَنَّهُمَا الجزءان اللَّذَان لَهُ فَلَمَّا ظَفرت بِهِ وَسَأَلته أجابني إِلَى ذَلِك أخذت الجزءين فَإِذا هما بَيَاض فتحيرت فَجعل الشَّيْخ يقْرَأ عَليّ من حفظه ثمَّ ينظر إِلَى فَرَأى الْبيَاض فِي يَدي فَقَالَ أما تَسْتَحي مني قلت لَا وقصصت عَلَيْهِ الْقِصَّة وَقلت احفظه كُله فَقَالَ إقرأ فَقَرَأت جَمِيع مَا قَرَأَ عَليّ على

1 / 31

الْوَلَاء فَلم يصدقني وَقَالَ استظهرت قبل أَن تجيئني فَقلت حَدثنِي بِغَيْرِهِ فَقَرَأَ عَليّ أَرْبَعِينَ حَدِيثا من غرائب حَدِيثه ثمَّ قَالَ هَات فَقَرَأت عَلَيْهِ من أَوله إِلَى آخِره كَمَا قَرَأَ فَمَا أَخْطَأت فِي حرف فَقَالَ لي مَا رَأَيْت مثلك أنبأ أَبُو سعد ثَابت بن مشرف الْبناء الْبَغْدَادِيّ قَالَ أنبأ عَليّ بن حَمْزَة الموسوي إجَازَة قَالَ أنبأ نجيب بن مَيْمُون الوَاسِطِيّ الأَصْل الأديب الْهَرَوِيّ عَن أبي عَليّ مَنْصُور بن عبد الله بن خَالِد بن احْمَد بن خَالِد بن حَمَّاد الذهلي قَالَ قَالَ أَبُو عِيسَى مُحَمَّد بن عِيسَى التزمذي ﵀ صنفت هَذَا الْكتاب يَعْنِي الْمسند الصَّحِيح فعرضته على عُلَمَاء الْحجاز فرضوا بِهِ وعرضته على عُلَمَاء الْعرَاق فرضوا بِهِ وعرضته على عُلَمَاء خُرَاسَان فرضوا بِهِ وَمن كَانَ فِي بَيته هَذَا الْكتاب فَكَأَنَّمَا فِي بَيته نَبِي يتَكَلَّم أخبرنَا أَبُو الْحسن الْمَقْدِسِي فِي كِتَابه قَالَ أنبأ يُوسُف بن احْمَد الْبَغْدَادِيّ الْحَافِظ قَالَ قَرَأت بِخَط المؤتمن بن أَحْمد السَّاجِي الْحَافِظ فِي نسخته العتيقة بالمسند روى الخالدي هَذَا الْكتاب عَن أبي الْفضل النَّسَفِيّ وَهُوَ مُحَمَّد بن مَحْمُود بن عنبر وأظن التصنيف لأَجله وبخطه أَيْضا هَذَا الْجَامِع يشْتَمل على أحد وَخمسين كتابا وبخطه هَذَا فِي آخر الْعِلَل رَأَيْت فِي نسخه عتيقة زَاد أَبُو عِيسَى الْعِلَل بسمرقند قَالَ وَرَأَيْت فِي أُخْرَى عتيقة فرغ من كِتَابَته يَوْم الْأَضْحَى من سنة سبعين وَمِائَتَيْنِ

1 / 32

أخبرنَا أَبُو الْقَاسِم الْحُسَيْن بن هبه الله فِي كِتَابه أنبأ أَبُو الْقَاسِم عَليّ بن الْحُسَيْن الْحَافِظ قِرَاءَة عَلَيْهِ أنبأ أَبُو المعمر الْمُبَارك بن احْمَد بن عبد الْعَزِيز بِقِرَاءَتِي بِبَغْدَاد أنبأ مُحَمَّد بن طَاهِر وَكتب إِلَيّ أَبُو الْحسن بن أبي الْجُود المرزوقي وَاللَّفْظ لَهُ قَالَ أنبأ أَبُو المحاسن بن احْمَد الْحَافِظ قَالَ سَمِعت أَبَا مَسْعُود عبد الْجَلِيل بن مُحَمَّد بن عبد الْوَاحِد كوتاه الْحَافِظ فِي دَاره بأصبهان مذاكرة يَقُول سَمِعت الْحَافِظ أَبَا الْفضل بن طَاهِر يَقُول سَمِعت شيخ الْإِسْلَام عبد الله بن مُحَمَّد الْأنْصَارِيّ ﵀ يَقُول كتاب أبي عِيسَى التِّرْمِذِيّ عِنْدِي أفيد من كتابي البُخَارِيّ وَمُسلم قلت لم قَالَ لِأَن كتاب البُخَارِيّ وَمُسلم لَا يصل إِلَى الْفَائِدَة مِنْهُمَا إِلَّا من يكون من أهل الْمعرفَة التَّامَّة وَهَذَا كتاب قد شرح أَحَادِيثه وَبَينهَا فيصل إِلَى فَائِدَته كل أحد من النَّاس من الْفُقَهَاء والمحدثين وَغَيرهمَا كتب إِلَيّ أَبُو الْقَاسِم بن صصرى قَالَ قَرَأَ أخي الْحَافِظ أَبُو الْمَوَاهِب على الْحَافِظ أبي الْقَاسِم التاريخي وَأَنا أسمع قَالَ لَهُ أخْبرك الْمُبَارك بن مُحَمَّد الانصاري بِقِرَاءَتِك عَلَيْهِ بِبَغْدَاد قَالَ قَالَ لنا أَبُو الْفضل مُحَمَّد بن طَاهِر الْمَعْرُوف بِابْن القيسراني ﵁ فِي كِتَابه الموسوم بمذاهب الْأَئِمَّة فِي تَصْحِيح الحَدِيث قَالَ وَأما أَبُو عِيسَى ﵀ فكتابه على أَرْبَعَة أَقسَام

1 / 33