180

Faḍāʾil Bayt al-Maqdis li-Ibn al-Marjī al-Maqdisī

فضائل بيت المقدس لابن المرجى المقدسي

Genres

وكل ما في كتابنا هذا من هذا المعنى مثل قوله: قام عليها، وقول عبادة: لا والذي كانت الصخرة مقاما له أربعين سنة، وأشكاله، فإنما نقله الصحابة من كتب الله المنزلة على بني إسرائيل، وهذه لغة القوم، ومعناها: الذي قام الله تعالى بتشريفها، وتعظيمها بنفسه، قبل أن يبعث إليه أنبيائه فيعظمونها ويشرفونها، وينبهون الخلق عليها. وقوله: قام الله عليها، وكانت مقاما له، أي: شرفها بذلك قبل أن يشرفها الخلق؛ لا أن ذلك يقتضي القيام بالجارحة أو التحيز إلى جهة، تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا، وهذا أيضا موافق للغة العرب؛ لأن الله تعالى قال في كتابنا: {أفمن هو قائم على كل نفس بما كسبت}. قال أهل التفسير: يأخذها بما جنت، ويثيبها على ما أحسنت. وقال تعالى: {إلا ما دمت عليه [قائما]}. أي مواظبا بالاقتضاء والمغالبة، ولم يرد القيام بعينه. وكذلك قوله تعالى: {الحي القيوم}. قال مجاهد: هو القائم على كل شيء. وقال قتادة: القيوم: القيام على خلقه بأرزاقهم وآجالهم. قال الكلبي: القيوم: الذي لا بديل. ومنه قول الشاعر:

إن ذا العرش للذي يخلق الخلق ... وحي عليهم قيوم

Page 203