150

ʿAwāmil al-naṣr waʾl-tamkīn fī daʿawāt al-mursalīn

عوامل النصر والتمكين في دعوات المرسلين

Publisher

الكتاب منشور على موقع وزارة الأوقاف السعودية بدون بيانات

Genres

لقد ذكر الله ﷾ في كتابه الكريم مصنوعات عدة ومتنوعة، إلا أنه ﷾ لم يذكر مصنوعًا من تلك المصنوعات إلا في معرض تمكينه لدعوة الحق، وجعله مظهرًا من مظاهر تمكينها، أو عاملًا أساسيًا في تحققه لها عن طريق ذلك المصنوع أو يذكره ﷾ في معرض امتنانه ﷾ على أهل الإيمان وبني الإنسان، ويعد - سبحانه - تلك الصنعة أو ذلك المصنوع من نعمائه عليهم وتعليمه لهم، قال - تعالى - مبينا كيف أنجى نبيه نوحًا - على نبينا وعليه الصلاة والسلام - بوسيلة صناعية علمه صناعتها وهي السفينة: ﴿وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا وَلَا تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا إِنَّهُمْ مُغْرَقُونَ﴾ (١) ومعنى بوحينا أي: "بما أوحينا إليك من كيفية صنعها" (٢) وقال ابن كثير: "أي تعليمنا لك ما تصنعه" (٣) أما في معرض امتنانه ﷾ بنتاج الصناعة فلقد قال ﷾: ﴿وَعَلَّمْنَاهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَكُمْ لِتُحْصِنَكُمْ مِنْ بَأْسِكُمْ فَهَلْ أَنْتُمْ شَاكِرُونَ﴾ (٤) فامتن - سبحانه - بما علمه لنبيه داود من صناعة الدروع الواقية في الحروب من الطعن والضرب والرمي

(١) هود: ٣٧.
(٢) فتح القدير للشوكاني ٢ / ٤٩٧.
(٣) تفسير ابن كثير ٢ / ٤٦٠.
(٤) الأنبياء: ٨٠.

1 / 150