وبيَّن ﷾ في موضع آخر من السورة فرار هؤلاء الفتية بدينهم، وأنهم كانوا على إيذاء بالغ من قومهم وتعذيب، وكانوا يجتهدون في ردهم وفتنتهم عن دينهم. قال - تعالى - عن كلامهم وهم في الكهف وهم يذكرون ما سيفعله قومهم بهم لو ظهروا عليهم: ﴿إِنَّهُمْ إِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ يَرْجُمُوكُمْ أَوْ يُعِيدُوكُمْ فِي مِلَّتِهِمْ وَلَنْ تُفْلِحُوا إِذًا أَبَدًا﴾ (١) .
ولقد فرَّ بنو إسرائيل بدينهم من كيد فرعون، وخرج بهم موسى على نبينا وعليه الصلاة والسلام بأمر من الله. قال - تعالى -: ﴿وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِي إِنَّكُمْ مُتَّبَعُونَ﴾ (٢) .
وقال ﷾ في سورة الدخان: ﴿فَأَسْرِ بِعِبَادِي لَيْلًا إِنَّكُمْ مُتَّبَعُونَ﴾ ثم قال بعد ذكر إنجائهم من فرعون وإغراقه: ﴿وَلَقَدْ نَجَّيْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنَ الْعَذَابِ الْمُهِينِ﴾ ﴿مِنْ فِرْعَوْنَ إِنَّهُ كَانَ عَالِيًا مِنَ الْمُسْرِفِينَ﴾ (٣) .
(١) الكهف: ٢٠
(٢) الشعراء: ٥٢
(٣) الدخان: ٣٠ - ٣١