سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ﴾ .
ــ
وهذا بهذا. ﴿يَطْلُبُهُ حَثِيثًا﴾ . أي سريعًا وكل واحد يطلب الآخر.
إذا انتهى هذا دخل هذا. وهكذا.. حتى تقوم الساعة.
﴿وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ﴾ ١، أي وخلق الشمس والقمر والنجوم، خلقها مسخرات بأمره، ومطيعات مذللات لأمره سبحانه.
ثم قال سبحانه: ﴿أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ﴾ ٢، فالخلق له والأمر له هو الخلاق الذي لا يخالف أمره الكوني الذي هو نافذ في الناس، كما قال تعالى: ﴿إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ﴾ ٣.
وقوله: ﴿وَمَا أَمْرُنَا إِلَّا وَاحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ﴾ ٤ فأمر الله الكوني القدري لا راد له ولهذا قال: ﴿أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ﴾ ٥.
﴿فتبارك﴾ يعني بلغ في البركة النهاية، وهي لاتصلح إلا لله