140

Explanation of the Three Fundamental Principles by Al-Uthaymeen

شرح ثلاثة الأصول للعثيمين

Publisher

دار الثريا للنشر

Edition Number

الطبعة الرابعة ١٤٢٤هـ

Publication Year

٢٠٠٤م

Genres

وأكمل اللهُ بِهِ الدِّينَ، وَالدَّلِيلُ قَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْأِسْلامَ دِينًا﴾ (١) [سورة المائدة، الآية: ٥] . التوفيق فهو ﵊ رسول إلى جميع الثقلين وهم الإنس والجن وسموا بذلك لكثرة عددهم. (١) أي أن دينه ﵊ باق إلى يوم القيامة فما توفي رسول الله ﷺ إلا وقد بين للامة جميع ما تحتاجه في جميع شئونها حتى قال أبو ذر ﵁: "ما ترك النبي ﷺ طائرًا يقلب جناحية في السماء إلا ذكر لنا منه علمًا" (١) وقال رجل من المشركين لسلمان الفارسي ﵁ علمكم نبيكم حتى الخراة – آداب قضاء الحاجة – قال: "نعم لقد نهانا أن نستقبل القبلة بغائط أو بول أو نستنجى بأقل من ثلاثة أحجار، أو أن نستنجى باليمين، أو أن نستنجى برجيع أو عظم" (٢) فالنبي ﷺ بين كل الدين إما بقوله، وإما بفعله، وإما بإقراره ابتداء أو جوابًا عن سؤال، وأعظم ما بين ﵊ التوحيد. وبين كل ما أمر به فهو خير للأمة في معادها ومعاشها، وكل ما نهى عنه فهو شر للأمة في معاشها ومعادها، وما يجهله بعض الناس ويدعيه من ضيق في الأمر والنهي فإنما ذلك لخلل البصيرة وقلة الصبر وضعف الدين، وإلا فإن القاعدة العامة أن الله لم يجعل علينا في الدين من حرج وأن الدين كله يسر وسهولة قال الله تعالى: ﴿يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ﴾ [سورة البقرة، الآية: ١٨٥]، وقال تعالى: ﴿وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ ــ (١) أخرجه الإمام أحمد ٥/١٦٣. (٢) أخرجه مسلم، كتاب الطهارة، باب: الإستطابة.

1 / 142