Explanation of the Principles of the Sunnah by Imam Ahmad
شرح أصول السنة للإمام أحمد
Genres
سبب كلام أهل السنة في موضوع الصحابة
إنما تكلم العلماء في العقائد على الصحابة ردًا على الرافضة الذين يكفرون أكثر الصحابة، وسبب ذلك أن الرافضة اعتقدوا في علي ﵁ هذه العقيدة السيئة، وهي: أنه أولى بالخلافة من الصحابة الذين قبله أبي بكر وعمر وعثمان، ورووا أحاديث مكذوبة أنه وصي النبي ﷺ، وأنه الذي أوصى إليه.
فلما عرفوا أن الواقع يخالف ما ذهبوا إليه اعتقدوا أن أبا بكر وعمر وعثمان كلهم اغتصبوا ما ليس لهم من هذه الولاية والخلافة، وخطئوا الصحابة الذين بايعوهم، واعتقدوا أن عليًا مظلوم؛ حيث أخذ منه الأمر وهو أولى به، فهو أولى بالإمامة وأولى بالخلافة، ولم يقفوا عند هذا الحد بل اعتقدوا كفر هؤلاء الصحابة واعتقدوا أنهم ارتدوا، وطبقوا عليهم الحديث الذي فيه: (إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك)، وأخذوا يجمعون ويلفقون الأكاذيب عليهم؛ فاحتاج أهل السنة إلى أن يردوا هذه الأكاذيب، فاعتنوا بالأحاديث التي في فضائل الصحابة، وبينوا أن ترتيب الصحابة في الخلافة هو كما وقع، وأن أحقهم بالخلافة هو أبو بكر الذي سموه خليفة رسول الله ﷺ، وأجمعوا على ذلك دون أي اختلاف، وبايعه الصحابة كلهم؛ وذلك لأنه ﷺ رضي به خليفة له في حياته في الصلاة لما مرض، فقال: (مروا أبا بكر فليصل بالناس)، ولما قالت له عائشة وحفصة: لو أمرت عمر فقال: (مروا أبا بكر فليصل بالناس؛ فإنكن صواحب يوسف)، فصلى بهم أبو بكر تلك الأيام التي كان ﷺ مريضًا فيها، واستمر ذلك، ولما توفي ﷺ اتفقوا على بيعته إمامًا وخليفة عليهم، وقالوا: رضينا لدنيانا من رضيه النبي ﷺ لديننا، أي: ما دام أنه استخلفه في الصلاة فإنه أحق بأن يكون خليفة في الولاية العامة، فاتفقوا عليه ولم يختلفوا.
والأحاديث التي في فضله ﵁ كثيرة ذكر أكثرها الإمام أحمد في كتابه الذي سماه (فضائل الصحابة)، وكذلك الأحاديث التي في فضل عمر وعثمان وعلي ﵃.
1 / 16