الأدلة من السنة على إثبات صفة الكلام لله
وأما الأدلة من السنة، فمنها: قول النبي ﷺ في خطبة الحاجة بين يدي كلامه ﷺ، فقد كان يقول فيها: (إن أصدق الكلام كلام الله، وأحسن الهدي هدي محمد ﷺ، فأضاف الكلام إلى الله جل في علاه.
وأيضًا قول النبي ﷺ: (أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق) فهذا الحديث فيه دلالة على أن الله يتكلم، وفيه دلالة على أن الكلام صفة من صفات الله، ووجه الدلالة من الحديث وجهان: الوجه الأول: أنه أضاف الكلام إلى الله، والكلام ليس بعين، وإنما هو معنى، وإضافة المعنى هو إضافة صفة للموصوف.
والثاني: أن الاستعاذة عبادة، ولا يمكن لرسول الله ﷺ وهو الذي علم هذه الأمة التوحيد أن يستعيذ بمخلوق، فلو كان كلام الله مخلوق لما استعاذ به النبي ﷺ؛ لأن الاستعاذة بالمخلوق شرك، والنبي ﷺ منزه عن الشرك، فكان ﷺ يقول: (أعوذ بكلمات الله)، يعني: أستعيذ بصفة من صفات الله وهي صفة الكلام.
فإذًا: الله يتكلم بصوت مسموع وبحرف سبحانه جل في علاه.