Explanation of the Luminous Creed - Mohamed Hassan Abdel Ghaffar
شرح لمعة الاعتقاد - محمد حسن عبد الغفار
Genres
الأدلة على إثبات صفة المحبة
وهذه الصفة ثبتت لله بالكتاب وبالسنة وإجماع أهل السنة.
أما الكتاب: فقد قال الله تعالى: ﴿فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ﴾ [المائدة:٥٤]، فهذا تصريح من الله جل وعلا إذ قال: (يحبهم) فأثبت لنفسه صفة المحبة.
وقال جل في علاه: ﴿إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ﴾ [البقرة:٢٢٢]، فقال: (يحب التوابين) وفي هذه أيضًا أثبت لنفسه صفة المحبة.
وأما في السنة: فقد جاء في الصحيحين عن النبي ﷺ أنه قال يوم خيبر: (لأعطين الراية غدًا رجلا يحبه الله ورسوله)، فأثبت لربه المحبة وقال: (يحبه الله ورسوله) (ويحب الله ورسوله) يعني: وهو أيضًا يحب الله ورسوله.
وأيضًا قال النبي ﷺ كما في الصحيحين: (قال الله تعالى: حقت محبتي للمتحابين في) أو قال: (في جلالي)، أو كما قال ﷺ، فـ (حقت محبتي) دلالة بالتصريح على إثبات محبة الله جل في علاه كصفة له سبحانه.
وأيضًا يقول النبي ﷺ: (إذا أحب الله عبدًا نادى في السماء) فقال: (أحب الله عبدًا) وهذه صفة تثبت لله؛ لأنها أضيفت لله جل في علاه، وقد قلنا سابقًا: إن المضاف لله نوعان: إضافة عين، وإضافة معنى.
وإضافة العين مثل: إضافة الكعبة لله، فهي عين قائمة بذاتها، ومثل عيسى، وناقة الله، وهذه الإضافة هي إضافة تشريف.
وأما إضافة المعنى: فهي مثل قولنا: عزة الله وقدرة الله ومحبة الله، فهذه إضافة معنى، والمعنى ليس عينًا قائمة بذاتها، إذًا: فتكون إضافة صفة لموصوف.
إذًا: هذه الصفة ثابتة لله بالكتاب وبالسنة، وأيضًا أجمع أهل السنة على ثبوت هذه الصفة لله جل في علاه، والعبد الذي اعتقد الاعتقاد الجازم في الله جل في علاه، وتعلم العقيدة السليمة السديدة يتعبد لله بأن يثبت هذه الصفة لله، ويقول: أثبت لله محبة تليق بجلاله وكماله وبهائه وعظمته، ولا تماثل محبته محبة المخلوقين، ولا نكيفها فالكيفية لا نعلمها، وأيضًا: لا نعطلها، أي: نفوض الكيفية لله جل في علاه بلا تعطيل، فلا ننفي الصفة عن الله جل في علاه.
6 / 3